كتب الدكتور أحمد ولد هارون ولد أحمد ولد الشيخ سيديا..
تشغل المرءَ أحيانا حوادثُ محزنة وأخرى سارة ومشاغل يومية فتحرمه مشاركة أصدقائه ومتابعيه الاحتفاء بمناسبات عظيمة كتخليد اليوم العالمي للغة العربية، الثامن عشر من شهر دجنبر، لكن لا بأس فالأيام جميعها أعياد للعربية، ويقال إن شهر دجنبر كله شهرها وشهر عالميتها.
ليست اللغة العربية مجرد أداة للتخاطب، بل هي فنٌّ ناطق، وأدبٌ حيّ، وجمالٌ متجدد، صاغ الوجدان، وهذّب الحس، وفتح أمام العقل آفاق البيان. هي لغة إذا نُطقت أمتعت، وإذا كُتبت أدهشت، وإذا أُحسِن استعمالها ارتقت بالفكر والذوق معًا.
أوعزَ أحدهم يوماً إلى الشيخ حمدَن رحمة الله عليه بجمعِ شعره في ديوان، بحيث يضعه في متناول الجمهور، فأجابه الشيخ : لقد اخترت أن لا أحول بين الناس وبين ما أنشأته من شِعر، فما كان منه جديراً بالبقاء سيبقى، وما كان غير ذلك فالضياع أولى به …