يمرّ مجتمعنا العربي الموريتاني بمرحلة حرجة تتسم باتجاه مقلق: العيش بما يفوق إمكانياتنا الحقيقية. هذا الانحراف، الذي أصبح شبه مألوف، لا يقتصر على كونه مسألة فردية، بل يشكل تهديداً جماعياً قد ينتهي بكارثة اجتماعية حقيقية إذا لم يُتدارك الأمر.
لا شيء أكثر دافعا للإقدام وإرعاف اليراع من سير الصالحين، فهي البركات المتنزلة والنفحات السارية والأسوة الحسنة والسبيل السالك وهي في جملتها مراقي الأواهين و"معارج السالكين" و"محاضرات الأدباء" و"نفح الطيب" فإذا ذكروا ذكرت القيم الفاضلة وإذا نُسبت فإليهم تنسب وإليهم تعزى.
كلما فتحتَ كتاباً فتحتَ نافذةً على روح أخرى، نافذةً تلتقي فيها أنفاسُ مؤلِّف قد يكون غاب عن الدنيا منذ قرون لكنه حاضر في الصفحات، وهذا الشعور هو ما وصفه صاحبنا أبو الطيب المتنبي بقوله:
ديوان "أنخاب الأصائل" يوظف بحرفية القوافي والأوزان، جامعا بين الشكلين العمودي والتفعيلة لإبداع تجربة شعرية أصيلة تمتزج فيها الأحاسيس الذاتية بالتقاليد العربية (الجزيرة)
لم تكن القصة العربية المعاصرة في وقت من الأوقات ضربا من ضروب العبث الأدبي، كما أنها لم تتبلور وتكتنز في يوم من الأيام لتكون فيما بعد منقادة بمسيرتها الإبداعية لعابث يلهو بالكلمة أو متلاعب بميول القراء وأهوائهم.