إعلانات

"الكنز".. أين علماء روسيا "المطرودون" بعد بدء حرب أوكرانيا؟

ثلاثاء, 25/07/2023 - 03:10

 

بكين - سكاي نيوز عربية

 

الصين استقطبت عددا كبيرا من العلماء الروس بعد حرب أوكرانيا

بعد اندلاع حرب أوكرانيا وفرض واشنطن وأوروبا عقوبات على موسكو، وجد العلماء الروس العاملون في الدول الغربية أنفسهم غير مرغوب فيهم، ولم تكن الأوضاع في بلادهم في هذا المجال مهيأة تماما للعمل، فإلى أين اتجهوا؟

صحيفة "ساوث تشينا مورننغ بوست" الصينية، ومقرها هونغ كونغ، ذكرت في تقرير لها، الإثنين، أن الصين سارعت لفتح أبوابها أمام العشرات منهم، خاصة في مجال الرقائق الإلكترونية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ووفرت لهم ما يلزم لإتمام أبحاثهم للاستفادة من خبراتهم.

وسبق أن تحدثت الصحيفة ذاتها في تقرير سابق لها، عن أن الصين تواجه أزمات كبيرة في صناعة الرقائق، حيث بدأت مصانع تغلق أبوابها بسبب نقص مواد لازمة لهذه الصناعة حظرت واشنطن تصديرها لبكين، وكذلك نقص الكوادر البشرية.

ويرصد خبيران في تكنولوجيا المعلومات لموقع "سكاي نيوز عربية"، كيف تحول التنافس القديم بين موسكو وبكين إلى تعاون قد يفضي لتحالف واسع، ويتحدثان عن رؤيتهما للحدود التي سيصلها هذا التحالف في سوق الرقائق.

تحالف بعد تنافس

تقول الصحيفة بشأن استقطاب العلماء الروس، وكذلك التعاون بين بكين وموسكو في مجال الرقائق:

  • من أول لحظة تحركت الصين لاستقطاب العلماء الروس المميزين، وعينت بعضهم داخل مختبراتها ووفرت لهم الأدوات اللازمة للعمل على خوارزميات الكم والتشفير.
  • فيما يخص التعاون بين بكين وموسكو، فإن معظم المختبرات الروسية كانت تحصل على معداتها من الغرب، لكنها لجأت إلى الصين خلال السنوات الأخيرة.
  • العقوبات الأميركية على الصين وروسيا خلقت رابطا جديدا بين البلدين، وطلبت بكين من علمائها التعاون الوثيق مع نظرائهم الروس، وفتحت لهم أبواب مختبراتها خاصة بعد أن واجهوا صعوبات في تنفيذ أبحاثهم داخل روسيا، بسبب وقف توريد المعدات اللازمة من الغرب لهم.
  • فرضت واشنطن بدورها ضغوطا للحد من هذا التعاون، لكنها فشلت.
  • هذا التعاون سيؤدي إلى تحالفات تكنولوجية وعلمية متبادلة المنفعة مع دول أخرى، تكسر سيطرة واشنطن على هذه الصناعة.

 

تعاون حتمي

وعن كيفية استغلال بكين فرصة تدهور العلاقات الأميركية الروسية لتقوية صناعة الرقائق على أرضها، يقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات عبد الرحمن داوود:

  • قبل نشوب الحرب في أوكرانيا كانت للعلماء الروس مكانة كبيرة وسط المجتمع التكنولوجي الأميركي، حتى إن العشرات تولوا مناصب مهمة في شركات تكنولوجية ضخمة.
  • كان للعلماء الروس أيضا دور في صناعة الرقائق داخل الولايات المتحدة، لكن بدرجة لا تسمح بتسريب بيانات حساسة.
  • بعد بداية الحرب غادر العشرات من العلماء والعاملين المهرة الولايات المتحدة، بعضهم حتى دون تسوية مستحقاته المالية، بسبب العقوبات على روسيا.
  • حدث ذلك بالتزامن مع الحصار الخانق الذي فرضته الولايات المتحدة على الصين، لتحد من وصول التكنولوجيا المتقدمة في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي إليها.
  • من هنا تحركت بكين بسرعة، وطلبت من الحكومة الروسية الاستعانة بخبرات علمائها، وبالفعل تواصلت معهم.
  • في الماضي، كان هناك تنافس بين الصين وروسيا في هذا المجال، لكن الآن لا مفر من التعاون.
  • في النهاية، لا نستطيع أن نجزم بأن هذا التحالف سيحقق المطلوب، لكنه سيقرب المسافات كثيرا.

 

خزينة أسرار

أما عن ثقل هؤلاء العلماء الروس بالنسبة إلى بكين، يقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات يوسف عسر:

  • الصين تستغل كل الفرص للتصدي لهيمنة أميركا على تكنولوجيا الرقائق والذكاء الاصطناعي.
  • هجرة العلماء الروس إلى الصين بعد طردهم من أميركا وأوروبا، وفي ظل تردي الأوضاع داخل بلادهم، كانت متوقعة.
  • بكين قدمت للعلماء الروس كل ما يلزم، وهو نفس ما فعلته مع علماء من جنسيات أخرى، حتى إن هناك علماء أميركيين يعملون في الصين.
  • التحالف الروسي الصيني سيفيد الصناعة، لكن لا مفر من الاستعانة بالغرب وأميركا، فلا نبالغ إذا أكدنا أن أميركا صاحبة السبق والأفضلية في تكنولوجيا الرقائق.
  • لكن واشنطن أخطأت خطأ كبيرا بالاستغناء عن العلماء الروس، فهؤلاء محملون بأسرار ومعلومات بالتأكيد ستفيد بلادهم، والآن الصين، في هذه الصناعة.