بيان
ما يجري في السودان الشقيق من احتراب بين الإخوة في الملة والوطن، وما يترتب عليه من خسائر في الأرواح والممتلكات وتضييق في المعايش وشل لحركة العمل والبناء في هذا البلد الشقيق، وما لهذا الوضع من تبعات خطيرة على الأمن والاستقرار عربيا وإفريقيا واسلاميا وعلى المستوى الدولي... كل ذلك يتطلب من دبلوماسيتنا أن تأخذ زمام المبادرة، مستفيدة من رئاستها الدورية لمجلس وزراء منظمة التعاون الاسلامي ومن الرصيد الإيجابي الكبير الذي حققناه في المصالحة بين الإخوة السودانيين نتيجة المبادرة الإفريقية التي قادها الوزير والسفير السابق، فخر الدبلوماسية الموريتانية، د. محمد الحسن لبات، مستثمرين في ذلك ما سلف لبلادنا في مراحل سابقة من تاريخها المعاصر من سعي موفق في الإصلاح بين الأشقاء ونزع فتيل الصراعات البينية،
بناء على ما تقدم، واستحضارا لما لبلادنا من مسؤولية أدبية في العناية بالملف السوداني، حفاظا على المكتسب الدبلوماسي، ورعاية لحقوق الأخوة والصداقة، وسعيا لإطفاء حريق لا أحد يدري أين سينتهي إذا لم نبادر بإطفائه، نرى أنه يتعين على دبلوماسيتنا اليوم:
1- أن تبادر بالدعوة لهدنة عاجلة تسمح بإقامة جسر جوي لإجلاء أفراد جاليتنا بعيدا عن ميدان المعارك إما بعودتهم إلى الوطن أو بترتيب إقامتهم في بلد آخر يختارونه ريثما تنجلي الغمة وتعود المياه إلى مجاريها.
2- أن تنسق مع الدول العربية الفاعلة والمؤثرة في الساحة السودانية، ومع منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة والدول الكبرى، وذلك للضغط على الشركاء المتشاكسين من أجل وقف الاقتتال، والاحتكام إلى مبادرة إسلامية أو عربية أو عربية إفريقية، بضمانات دولية، من أجل استعادة الأمن والاستقرار ورأب الصدع وإصلاح ذات البين في السودان الشقيق.
الخليل النحوي