نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس، 26 يناير 2023 أمسية شعرية في إطار سلسلة "تراتيل الأصيل"، استضاف خلالها الشاعرين أحمد الطالب عثمان و الشريف علال ، الذين يمثلان تجربتين شعريتين مختلفتين من ناحية المجايلة وأنماط الكتابة الشعرية.
وفي بداية التراتيل تناول الكلام الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر الذي عزى موريتانيا والأمة العربية والإسلامية و الأسرة الأكاديمية والثقافية والمعرفية في رحيل الدكتور العالم العلامة محمد المختار ولد اباه الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل ثلاثة أيام تغمده الله بفسيح جنانه؛ ووعد بتنظيم بيت الشعر لفعالية تأبينية تليق بقيمة الفقيد و مكانته العلمية في البلد وفي العالم، وتحدث بشيء من التفصيل عن إسهامات الدكتور الراحل في الأدب والشعر والترجمة.
و في نهاية كلمته الافتتاحية أعلن الدكتور عبد الله السيد عن موعد مهرجان نواكشوط للشعر العربي في دورته الثامنة، المزمع تنظيمه أيام 13، 14 و 15 فبراير القادم.
ثم بدأت الأمسية مع الشاعر أحمد الطالب عثمان وهو مدرس لغة عربية، ولد بمدينة أطار سنة 1977، صدرت له مجموعات شعرية منها "عناق الشمس والظل"، "إمعان في المطر" و"غياب تقمصه الحضور"؛ وله إصدارات في أدب الطفل، من بينها "النعامة المطرودة" وهو مؤلف كتاب "المطالعة الموريتانية". وقد ألقى الشاعر عدة قصائد منتقاة من دواوينه كان آخرها نص "" الذي خصصه للاحتفاء باللغة ومنه:
أَرَى الْحَرْفَ إِقْصَاءً فَذَا الْكُلُّ شُهَّدُ
فَيَهْجُرُهُ سَمْعٌ وَيَمْقُتُهُ عَدُّ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي الضَّادُ نُكْرٌ لِأَصْلِهَا
أَمِ الضَّادُ هَجْرٌ مِنْ بَنِيهَـا وَذَا بُدُّ ؟
(أَيَهْجُرُنِي قَوْمِي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ) ؟
فَذَا الْيَوْمَ مَشْهُودٌ يُقَرِّبُهُ عـهْدُ
أَمِ الضَّادُ تَقْصِيرٌ وَنَقْصٌ حُظُوظُهَا
مِنَ الْقَوْمِ إِعْرَاضٌ ...، فَقَوَّضَـهَا جَهْدُ
(أَنَا الْبَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ)
فَذَا الْوَصْفُ إِيفَاءٌ بِهِ الْيُمْنُ وَالسّعْدُ
فَأَيْنَ بَنُوكِ الضَّادُ ، وَالْقَوْلُ حَائِرٌ ؟
وَأَيْنَ رِجَالٌ عَاهَدُوكِ ؟ ، وَمَـا الْوَعْدُ ؟
فَكَمْ أَيْنَعَتْ أَرْضٌ وَجَالَتْ بِمِنْعَةٍ
حَنَانَيْكِ يَا ضَادُ الْحَبِيبَةُ وَالْمُنَى
تَرُوحُ بِذَا الذِّكْرِ الْحَكِيمِ كَمَا تَغْدُو
بعد ذلك اعتلى منبر تراتيل الأصيل الشاعر الشريف علال، وهم شاعر شاب وطالب في في كلية الحقوق، درس القرءان وبعض المتون المحظرية في الفقه والأدب قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي، ومن بين النصوص التي ألقاها قصيدة "استئناف في محكمة الفينوس"، ومنها؟
مرت فسرت بالتحية ليتها
يا قلب ما مرت عليك وحيّت
حسناء تمشي والدلال يقودها
فتقود إلا ما استحى من عزتي
أبدا تسائلني بخلوة عاشق
نفس تحلت في الهوى وتخلت
أتراك يوما تستسيغ قصيدة
أخرى ونار تستحيل لجنةِ
أتراك تنسى للصبابة همسة
كم هدهدت فيك الغرام وغنت
كم عانقت فيك الطفولة والهوى
كم أشعلت فيك الهيام وبلت
حتى استويت على الجمال فخنتها
ونسيت عهدا من ليالٍ ولت
تميزت الأمسية بحضور جمهور بيت الشعر المعتاد، من شعراء وأدباء ودكاترة وأستاذة جامعيين ولفيف من رجال الصحافة والإعلام ومتذوقي الشعر.