إعلانات

ساحة القديس (سمعان الصفا الحواري) في الفاتيكان (روما) / د. محمد بدي أبنو

خميس, 16/11/2017 - 00:56

د. محمد بدي أبنو

(تدوينة)

روما 15 نوفمبر 2017
... ساحة وبإزلية القديس بطرس (سمعان الصفا الحواري) في الفاتيكان (روما). وتظهر وسطها المسلة الفرعونية التي يقال إن الإمبراطور الروماني الثالث كالغولا استقدمها إلى روما.
والعربية واللغات السامية تستخم سمعان وشمعون (التي انتقلت إلى اللغات الأوربية : "سيمون" ومشتقاتها الكثيرة). والمسيحيون العرب ما زالوا أحيانا يفضلون مار سمعان أو مار بطرس (مار بدل القديس، ومار تعني السيد - ومارت السيدة - وربما يكون جذرها السامي المشترك هو نفسه جذر مرء في العربية).
وكنيته الصفا (سيفاس أو كيفا بالآرامية السريانية) تعني طبعا في العربية واللغات السامية الأخرى الصخرة أو الحجر. وقد ترجمت حرفيا من السريانية الى اليونانية ببطروس (بطرس) التي اشتقت منها تسمياته في عدد من اللغات ولا سيما الأوربية منها ( St Peter بالانجليزية والألمانية و St Pierre بالفرنسية إلخ). 
والصفا التي ترجمت ببطرس يعتقد المسيحيون (أو بعضهم) أنها كنية أطلقها عليه المسيح عليه السلام باعتباره الصخرة التي تبنى عليها دار العبادة وأيضا الصخرة العصية على الجحيم.
والمصادر الإسلامية تتضمن روايات شبيهة. قال الشهرستاني في الملل والنحل عن علاقة القديس بطرس بعيسى عليه السلام : 
"وكان وصيه شمعون الصفا، وهو أفضل الحواريين علماً وزهداً". 
وبعض المسيحيين يعتبرونه مؤسس المجمع الكنسي في أنطاكية التي انتقل إليها من منطقة الشام (ولد في الجليل إلخ.) وأمضى فيها سنوات قبل أن يرحل حسب الرواية المتداولة إلى روما. وهو ما يلتقي مع ما تشير إليه بعض المصادر الإسلامية من أن القرية المقصودة في الآية الكريمة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ..." هي أنطاكية، ويورد المفسرون بهذا الخصوص روايات كثيرة بعضها يتحدث عن أن عيسى عليه السلام أرسل اثنين من الحواريين إلى أنطاكية. وبعضها يذكر القديس بطرس بالإسم (أحيانا مع القديس بولس والقديس يوحنا، مع اختلاف في الترتيب. فبعضها يجعله الثالث - " إحالة إلى "فعززنا بثالث" - وبعضها يجعله من الإثنين - "إذ أرسلنا إليهم اثنين" - إلى آخر الخلاف المطول في تفسير الآية الكريمة بين الروايات وبين المفسرين). 
والكاثوليك كما هو معروف يعتبرون القديس بطرس أول الباباوات باعتباره في اعتقادهم مؤسس الكنيسة الفاتيكانية خلال إقامته الطويلة في روما. 
ويعتبرون أنه دفن فيها بعد أن صلبه الإمبراطور نيرون في أوج موجة اضطهاده للمسيحيين. ورفاته في العقيدة الكاثوليكية يوجد هنا في هذا المكان حيث شيدت البازلية التي تحمل اسمه والتي هي بداهة أعظم وجهة للحج عند الكاثوليك. 
ولكن في المشرق وخصوصا في الشام من يعتقد أن رفاته يوجد في جبل عامل جنوب لبنان. ولبعض الفرق الإسلامية معتقدات أخرى مختلفة حول مكانته وحول مكان دفنه.