بُشرى لمحبي تاريخ "#المرابطين": قريبا، طريق معبدة إلى ضريح #عبدالله_بن_ياسين
قبل أربع سنوات، سافرت من فرنسا إلى المغرب عاقدا العزم على زيارة ضريح الإمام عبد الله بن ياسين. كنت راغبا في رؤية قبر هذا الرجل الذي يُعد أبرز مُصلح في تاريخ الصحراء الأطلسية وبالأخص في تاريخ سكان المناطق الواقعة حاليا تحت سيادة الدولة الموريتانية.
شاء القدر ألا يُدفن قائد دعوة "المرابطين" في رباطه الأول بالصحراء ولا في مسقط رأسه بإقليم سوس بجنوب المغرب الحالي، إذ استشهد هذا الفقيه المالكي (عام 1059 ميلادية) ووري الثري في شمال المغرب الأقصى. ورغم أن مرقده لا يبعد أكثر من أربعين كيلوا مترا جنوب شرقي العاصمة الرباط إلا أنه يقع فوق تلة شاهقة في منطقة وعرة المسالك وتكاد تكون خالية من السكان.
لذا، يندر أن تجد أحدا قد زاره من الموريتانيين أو المغاربة أو من السياح الأجانب الذين يتوافد الملايين منهم،سنويا، على مراكش وغيرها من حواضر المملكة وبواديها.
أما أنا، فبحُكم تصميمي تلك المرة، فقد استأجرت سيارة رباعية الدفع من الرباط وحرصت على أن يرافقني سائق من أبناء المنطقة،بيد أن رحلتنا لم تكن سهلة؛ فاللوحات الإرشادية نحو مثوى هذا العلم الشهير كانت قليلة والسبيل إلى قمة الربوة كان متعرجا وشديد الوعورة.
ومع ذلك، فقد حققت، في النهاية، مرادي بالوقوف على قبر "المعلم الأول" لأهل الصحراء الأطلسية.
وكم سعدت، قبل أيام، حينما أرسل لي مرافقي في تلك الرحلة خبر الشروع في بناء طريق معبد تسهيلا لزيارة ضريح صاحبُه أعظم وأجل ، بكل المقاييس التاريخية والحضارية، من "صالحين" و"أولياء" تقام عند مدافنهم، كل عام، مواسم حاشدة ويؤمهم الناس من كل حدب وصوب.