إعلانات

محمد المامون.. المأمون المحبوب

خميس, 07/03/2024 - 00:41

محمد ناجي أحمدو

 

كان كتلة من الود والذكاء، شعلة من العبقرية والظرافة، أليفا مألوفا، محببا لجميع من يعرفه..

تشرفت بلقائه لأول مرة في يوم من نهاية عام 2005 أو بداية العام الموالي في مقر يومية "العلم" بالشقة 40 في الطابق الثاني من عمارة المامي بقلب نواكشوط، كان في زيارة لصديقه رئيس التحرير محمد فال سيدي ميله.

سريعا ما تشابكت خيوط االمودة بيننا، وكان لذلك أكثر من سبب، لعل من أولها أنه كائن جبلت النفوس على حبه لظرافته وطرافته وخفة هوائه..

على مدار فذلكات من العقد الموالي كانت مجالس الصحافة في "االسفير" و"رابطة الصحفيين" وغيرها، توفر لنا لقاءات منتظمة..

يشدني دوما في الرجل تمكن ثقافته وأريحيته وفتوته العميقة..

وما له أن لا يكون فتى، وهو نجل شيخنا بن عبد الحميد أبويا، وتوت بنت الشيخ محمدن بن اتفغ اعمر أميا، وتربى في بيت يتنفس عبق ابتهالات محمدن، ويزهو بأنداء آل عبد الحميد وآل هدار، ويفيض بطيوب العميد محمدن بن سيد إبراهيم.

كان محمد المأمون قطب مجالسنا وزينة محافلنا، وكان صديق الجميع، أليف الجميع، من عباد الله الذين قال الله للناس أحبوهم فأحبوهم..

في ديسمبر من العام قبل الماضي، وهو يتابع علاجه الكيمياوي في المغرب دلف إليّ في المسنجر، وكان يسائلني عن صديق مشترك لاحظ تضامنا معه على صفحات الفيسبوك.

طمأنته على الصديق، وسألته عن تفاصيل علاجه، حدثني بإيمان وصبر، عن جلسات العلاج التي وصلت 25 جلسة، وعن حقن الكيمياوي الست، وعن عزمه على القدوم للبلاد بعد انتهاء العلاج.

قلت له إنني بصدد السفر للمغرب وإذا كان هناك فسأزوره، فقال لي سنلتقي في موريتانيا قبل أن تذهب للمغرب، وهو ما حصل.

لقيته.. وكان محمد المامون المأمون القريب من القلب، البشوش المؤمن الطيب النقي، كما كان دوما..

اليوم صباحا، استيقظت على خبر نعيه، وأي خبر؟

تعازي الصادقة للوالدة توت، وللأخ سيدي محمد، والأخت الكبرى السالمة بنت سيد إبراهيم، وللأبناء البررة وأمهم المؤمنة، ولبيوت الفضائل آل عبد الحميد وآل اتفغ اعمر وآل هدار وآل سيد إبراهيم..

وإلى كل أصدقاء وإخوة ومحبي محمد المأمون.. وما أكثرهم..

رحم الله محمدا المأمون، وأسكنه فسيح جناته وأخلفه خيرا من أهله، وأخلف أهله خيرا منه..