"هنا لندن".. عبارة قد تبدو عادية جدا في دلالتها الطبيعية، ولكنها على العكس من ذلك تحمل الكثير من شحنات المعاني والدلالات، فهي بالنسبة للملايين من الأجيال مترعة بالشجن، طافحة بالذكريات، شاهدة على عصور من تشكيل الوجدان ورسم خرائط الذوق، وزيادة مساحات الوعي بأخبار العالم وشؤونه..
"هنا لندن"، رافقت الملايين ونقلت إليهم معارف وأخبار وغرائب وأحداث، وطوحت بهم في مداءات الفن والإبداع، وصنعت لهم جسورا للعبور إلى الضفة الأخرى، ضفة الآخر المختلف والغامض، بل والمخيف أحيانا....
صمت راديو بي بي سي، وإلى الأبد، وبقيت "هنا لندن"، ترن في الآذان، ورغم الكثير مما قد يقال سياسيا وفكريا في محتوى ما تقدم تلك الإذاعة، وأدوارها غير المباشرة في تشكيل وعي الناس وفقا لأهواء ومصالح مموليها، إلا أنها شكلت حالة نادرة وأيقونة في عالم الإعلام لا تتكرر كثيرا..
محمد سعدن ولد الطالب