أ.د. عبد الله السيد (*)
(تدوينة)
كنت نائما فأيقظني طرق الباب، وحين فتحته إذا بأحد الجيران يريدني أن أفتح المصحف عند البقرة لأحرق شعرة كي يرتفع البلاء؛ بناء على رؤيا الصالحة فلانه...!
قلت: يكفي أنك قمت باللازم نيابة عن الحي؛ لذلك لا داعي لإيقاظ الآخرين، وقد يراك رجال الأمن المشرفون على تنفيذ حظر التجول...
قال: افتح أنت المصحف عند البقرة واحرق الشعرة لأجد أجر ذلك على الأقل...
قلت: ثبت لك الأجر بالنية، وبطرق الباب وسأدعو الله أن لا يأخذنا بما فعل السفهاء منا...
قال: يا عبد الله أرجوك أن تفتح لي المصحف عند البقرة وأن تأخذ الشعرة وتحرقها أمامي.
قلت: لو كانت في مصحفنا شعرة لحرقتها أمامك.
قال: كيف تكون في مصحفنا ولا تكون في مصحفكم؟
قلت له: اختلاف البقر: أنتم بقركم ما شاء الله جميل وأصيل، وفيه الشعر، وبقرنا قرونه طويلة فقط... قال: صدقت والله.
وبدأنا حديثا آخر في أصناف البقر، وفضائل المناطق فنسي الشعرة لله الحمد، وفرج الله عني وعن الجيران.
______
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط