د. عبد الله السيد (*)
أقرأ لبعض الأصدقاء في هذا العالم الافتراضي نقدا وتسفيها للسلطات العمومية: لقراراتها، وتصريحاتها... وهو حق طبيعي لهم؛ إذ لا تقدم ولا بناء إلا بالنقد، كما أن الديمقراطية أسلوب يقوم على حرية الاختلاف، وثراء تعدد الآراء...
لكن أوقات الكوارث والحروب والأزمات تستوجب التضامن؛ لذلك أثمن بيانات رأيتها من معارضين يعلنون وقوفهم إلى جانب السلطات في إجراءاتها الاحترازية، وأرى أن النقد البناء الآن يستوجب التضامن معها ضمانا لتوحيد الجهود.
صحيح أن الله وحده يعلم محدودية إمكانياتنا، وهشاشة بنياتنا عموما، والصحية منها خصوصا؛ لكن ذلك ليس مسؤولية لحظتنا الراهنة ولا سلطاتنا الحالية...
ينبغي أن نعرف أننا مجبرون على خوض هذه المعركة، مثلنا مثل جميع الدول، وأن المعركة مع هذا الوباء بينت عجز الدول، كبيرتها وصغيرتها، لكنها وحدت قوى كل دولة: معارضتها وحكومتها، مدنيها وعسكريها، تاجرها ومستهلكها، مؤمنها وعلمانيها...
وهذا يقتضي منا التنويه بالتوجيهات التي أصدرها فخامة الرئيس، وسهرت الحكومة على تنفيذها، وقد أبدت نجاعتها لله الحمد؛ فنحن في فضاء نحسد فيه على النتائج الممتازة: تسجيل حالة واحدة معزولة، مع إجراءات صارمة لمحاصرة المرض، والوقاية منه...
فشكرا لفخامة الرئيس ولحكومته الموقرة على اليقظة والاجراءات االاحترازية..
وكل التقدير والإجلال لطواقمنا الصحية: الأطباء والممرضين والمخبريين والعمال على سهرهم لخدمة المواطنين في ظروف صعبة، وبإمكانيات محدودة...ونعم لتحسين ظروفهم وتشجيعهم ماديا ومعنويا.
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط