
أطلق المحلل المخضرم ورئيس شركة "يارديني ريسيرش"، إد يارديني، توقعاً لافتاً ومثيراً للجدل في وول ستريت، حيث يرى أن الذهب في طريقه للوصول إلى 10,000 دولار للأوقية بحلول نهاية العقد الحالي (2029-2030).
يرى رئيس شركة يارديني ريسيرش أننا نعيش حالياً في عصر "العشرينيات الهادرة" (Roaring 2020s)، وهو سيناريو اقتصادي متفائل يجمع بين الطفرة التكنولوجية والنمو القوي. بناءً على هذا التصور، رفع يارديني في أواخر ديسمبر 2025 هدفه السعري للذهب بنهاية عام 2026 إلى 6,000 دولار للأوقية، بعد أن نجح المعدن الأصفر في تجاوز حاجز 4,500 دولار قبل الموعد المتوقع. هذه الرؤية الصعودية لا تتوقف عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل استهداف مستوى 10,000 دولار للذهب بحلول نهاية عام 2029 أو بداية 2030، مدفوعاً باستمرار المشتريات الضخمة من البنوك المركزية والمخاوف من السياسات المالية التوسعية وتفاقم الديون العالمية.
في المقابل، يتبنى يارديني نظرة تفاؤلية موازية لسوق الأسهم الأمريكية، حيث يتوقع أن يصل مؤشر S&P 500 إلى مستوى 7,700 نقطة بنهاية عام 2026، ثم يواصل صعوده ليحقق الهدف التاريخي عند 10,000 نقطة بحلول عام 2029. يعتمد هذا التوقع على افتراض نمو أرباح الشركات لتصل إلى 500 دولار للسهم الواحد بحلول عام 2030، مدعومة بمكاسب الإنتاجية الناتجة عن ثورة الذكاء الاصطناعي، مع بقاء مكررات الربحية عند مستويات قوية تقارب 20 ضعفاً.
يربط يارديني بين المسارين بشكل مثير للاهتمام، مشيراً إلى أن الذهب ومؤشر الأسهم قد يتبعان مساراً صعودياً متشابهاً رغم اختلاف طبيعتهما. فبينما يمثل مؤشر S&P 500 أداة للاستفادة من نمو الشركات والذكاء الاصطناعي، يعمل الذهب كأداة تحوط استراتيجية وتأمين ضد المخاطر الجيوسياسية وتآكل قيمة العملات الورقية. ويرى أن هذا الارتفاع المتزامن يعكس رغبة المستثمرين في الجمع بين عوائد التكنولوجيا من جهة، والأمان الذي يوفره الذهب من جهة أخرى، في ظل مشهد عالمي يتسم بالتشرذم الجيوسياسي والضغوط التضخمية الكامنة.
على الرغم من هذه الأهداف الطموحة، يؤكد يارديني أن الطريق لن يكون خالياً من التقلبات، حيث قد تشهد الأسواق "تصحيحات صحية" وعمليات جني أرباح عنيفة أحياناً. ومع ذلك، يظل "Stay Long" (الاستثمار طويل الأمد) هو النصيحة الجوهرية التي يقدمها، معتبراً أن مرونة الاقتصاد الأمريكي وقوة أرباح الشركات، إلى جانب الدور الجديد للذهب كركيزة احتياطية عالمية، هي المحركات الأساسية التي ستدفع كلا الأصلين نحو مستوى العشرة آلاف قبل نهاية هذا العقد.

