
سنة 2002 ، في جلسة علنية للبرلمان ، طرح النائب كان حاميدو بابا (عن حزب تكتل القوى الديمقراطية) ، سؤالا على الزعيم بيجل ولد حميد (وزير المالية حينها) ، المعروف بصراحته و شجاعته و دقة ملاحظاته ..
كان سؤال النائب كان حاميدو بابا ، يستدعي تذكيره بمن هو و من هو الزعيم بيجل ، فرد عليه قائلا : ما كان لك أن تكون أنت بالذات من يطرح عليَّ هذا السؤال و أنا أعرف يوم دخلتَ موريتانيا و قرية أسرتك في السنيغال و من أعَدَّ (يعني زوَّرَ) لك أوراقك الموريتانية بالاسم و التاريخ ..
و في مقابلة له مع قناة تلفزيونية سينغالة ، إبان ترشحه للرئاسة سنة 2019 (عن إئتلاف العيش المشترك) ، قال كان حاميدو بابا إنه يترشح للرئاسة في موريتانيا لمكافحة عنصرية الدولة !!
يا أهل موريتانيا .. يا نخبها .. يا جيشها .. يا أمنها .. يا حماة دستورها .. يا رجال قانونها ، كيف يترشح السنغالي كان حاميدو بابا بأوراق موريتانية مزورة لرئاسة بلدنا ، حاملا شعار محاربة عنصرية الدولة ، عن إئتلاف "عيش مشترك" يعتبر بلدنا ولاية سنيغالية !؟
ألا يفرض الدستور الموريتاني (على الأقل) أن يكون المترشح للرئاسة مولودا موريتانيا ؟
ألا يعاقب القانون الموريتاني على التزوير ؟
# وزيرنا المبجل بيران مامادو وان يذهب في مهمة رسمية إلى السنيغال ليستقبله شقيقه وزيرا لنفس القطاع في السنيغال !!؟
# أول سفير لموريتانيا في باريس ، مامادو توري ، يعود من مهمته ليعين وزيرا في بلده الأم (السنيغال) !!؟
متى يتجمد الماء على أرضنا !؟
# تُرى ، على أي خدمات عظيمة وشحت رئاسة موريتانيا السنيغالي كان حاميدو بابا ، غير عنصريته و لؤمه و عمله على تفكيك لحمة بلدنا الاجتماعية و تزوير أوراقه الرسمية !؟
# قادة الانقلاب الزنجي الثلاثة (87) ، كان اثنان منهم (سار آمادو و سي صايدو) من أصول سنيغالية و كان الثالث (با سَيْدِي) موريتانيا ..
# المطرب السنيغالي بابا مال الذي تبجح ذات يوم بأنه لن يغني في موريتانيا لأنها بلد عنصري ، يتم استقباله من قبل وزير الثقافة و إدخاله على رئيس الجمهورية ، من دون إشعاره بما كان منه !!
إذا كان دفاعنا عن بلدنا عنصرية ، فاشهدوا أنني عنصري حتى الثمالة و ليهددني الجبان كاو إيليمان : "سيدي علي بلعمش.. احفظوا جيدا هذا الاسم"
ما يحدث في هذا البلد ، لم يعد يطاق .. لم يعد مفهوما .. لم يعد مقبولا ..
ارحموا موريتانيا من هذا القفز
الطفولي على كل شيء .. من هذه الارتجالية المشحونة بالعواطف المزيفة .. من هذا التطاول المُتعالِم على المعارف المعقدة ..
من يستطيع أن يفهم أو يتحمَّل أو يغفر أو ينسى تبجح الدو ولد بنيوگ و تنطط ولد حامد جهلا و تملقا ، أمام جمهور "مدائن التراث" بما لا يفهمان و لا يعيان و ليس لأي منهما على طريق !؟
فمن هو صمبا غالاديو يا ولد بنيوگ ؟
ما علاقة صمبا غالاديو بموريتانيا يا ولد حامد ؟
أبحثوا عن صمبا غالاديو في موسوعة ويكيبيديا و اسألوا ولد بنيوگ و ولد حامد ماذا يقصدان بما قالا أمام جمهور "مدائن التراث !؟
هذا ما جاء في الموسوعة :
Le prince Samba Guéladio diégui (ou Samba Guéladiégui) est le héros d’une épopée peule du Fouta Toro . Il est originaire du village de Diowol au Sénégal que l’on appelle aussi Diowol Worgo par opposition à Diowol Réo qui se situe en Mauritanie . Le village de Diowol qui compte moins d’un millier d’habitants fait partie des 38 village de la communauté rurale de Bokidiawé qui couvre une superficie de 595,7 km2 et qui est la plus peuplée de la région de Matam .
هل ستسأل وزارة الثقافة ولد بنيوگ و ولد حامد عن معنى نزوحهما بهذا التعطش إلى مرافئ لم تكن !؟
كيف يمكننا أن نستمر على هذا الحال ؟
# من يستطيع أن يفهم توشيح السنيغالي صيدو كان بعد وفاته و هو عضو مؤسس لعصابة افلام التي حملت السلاح ضد بلدنا و رئيس حركة ضمير و مقاومة ، المعادية لكل ما يمت إلى العروبة و الإسلام بشيء ؟
# السنيغالي آن مامادو بابالي ، كان قائدا مساعدا (رئيس العمليات العسكرية) لقيادة الأركان و وزيرا للمالية و وزيرا للداخلية ، رفض توقيف عصابة منشور "الزنجي الموريتاني المضطهد" ، فتم استبداله بجبريل ولد عبد الله ، دون أي عقوبة !!
# السنيغالي (من أصول برتغالية) فيليكس نغري ، تولى قيادة أركان الحرس الوطني !؟
# السنيغالي جيوب مصطفى (ضابط في البحرية الوطنية) ، عينه ولد هيداله مديرا للأمن الوطني !؟
أجنبي يا ناس ، يُدَقُّ بيننا و بين بلده عطر منشم ، يتم تعيينه مديرا عاما للأمن الوطني !؟
ما ارتكبته الأنظمة التي تعاقبت على هذا البلد من أخطاء، أكبر من أن يسمى إهمالا ، بل هو تعبير صريح عن اختراق منظم و مدروس تم تعامل السلطات الموريتانية معه بأعلى درجات الغباء و الجبن و التخلف و الاستهتار ..
و قد ظل هذا الاختراق يكبر مع الزمن حتى تحول إلى طموح بلا حدود :
ـ مانيفيست يجرم البلد ، من الأكاذيب المختلقة ..
ـ انقلاب لإبادة كل نخبة البلد و تشريد بقيته ..
ـ المطالبة بتدريس لهجات بدائية بلا حروف و لا قواعد ..
ـ الترشح لرئاسة البلد بدعوى عنصرية أهله ..
# فرگان و قُرى البيظان في ضواحي عاصمة موريتانيا التي تخلت عنها (سينلوي) و في ضواحي اللوگه و مختلف مدن و قرى "أندر" أكثر أضعاف المرات من فولان السنيغال في موريتانيا ؛ ليس من بينهم عمدة و لا نائب و لا وزير و لا مدير و لا ضابط سامي و لا يطالبون لا حتى باعتبار الحسانية إحدى اللهجات السنيغالية و لا يتهمون السنيغال بالعنصرية رغم ما يعيشونه من غبن و تهميش و ازدراء ..
أعرف جيدا أن عجائز نخبة الكادحين ، المُتموقعين اليوم في كل مقاتل الدولة ، ممن كان لهم دور بارز في عملية اختراق الأمن السياسي السنيغالي لأجهزة بلدنا السياسية و الأمنية و العسكرية ، سيحاولون إقناع رئيس الجمهورية بكل طرقهم الماكرة ، بأنني أعمل على إشعال فتيل فتنة في البلد بمثل هذه المقالات !!
هذا الترهيب الفكري الذي يخاطبوننا به منذ فجر الاستقلال،
ـ هو ما يجب أن نكسره اليوم ..
ـ هو ما يجب أن نُفهِمَ شعبنا بأنه وهم يجب تحطيم خُرافته ..
ـ هو ما يجب أن يفهم شعبنا أننا لن نعرف أي معنى للاستقرار ما لم نُفكك شفرته و نتَّخِذ التدابير الكاملة لإنهاء استمراره ..
ـ هو ما يجب أن يعي شعبنا أنه سِرُّ تَخَلُّفِنا عن الركب بسبب مشاغلتنا بهواجس انفجاره ..
*فلينفجر* ، *ألا فلينفجر* :
المشاكل لا تُحل في الجلسات الودية و لا بالاستسلام لأمر الواقع و إنما تحل بالتحليل و التخطيط و التفكير الإبداعي و العودة إلى التاريخ و الجذور و الاعتماد على أصحاب الخبرات و التجارب و الاختصاص ..
يجب أن تنتهي هذه الزوبعة المزعجة التي شوهت صورة بلدنا و عرقلت نموه و تقدمه بسبب التسامح الغبي و الحلول الجبانة ..
لقد تغير الزمن و تغيرت الظروف : *لم يبق أمامنا اليوم سوى أن نكون أو لا نكون*

