
المؤلف د. محمد ولد أحظانا
مقدمة الكتاب
سألني أحد المهتمين عن: القبيلة والقبلية؟
و الجهة والجهوية؟
و الفئة والفئوية؟
و الحسب والمحسوبية؟
و العنصر والعنصرية؟
فأجبته:
المدخل
- القبيلة واقع اجتماعي، و القبلية فساد في الوعي التاريخي؛
- والجهة واقع جغرافي، و الجهوية فساد في الوعي التشاركي، و خلل في الأداء الإداري؛
- والفئة واقع إنتاجي، و الفئوية فساد في الوعي الاقتصادي؛
- والحسب واقع اصطلاحي موروث، والمحسوبية فساد أخلاقي طارئ؛
- والعنصر واقع بشري خَلْقي، و العنصرية فساد حضاري وتزييف تعبوي خطير للوعي السياسي.
قال:
- وما هو علاج كل هذه المفاسد الشنيعة؟
قلت:
الفصل الأول
القبيلة والقبلية
تصحيح واقع القبيلة يتحقق بإشاعة الوعي التاريخي العمومي، وتطويره إلى درجة تكريس واقع مدني راسخ؛
و باكورة ذلك: القضاء على النزعة القبلية بالتربية التكاملية، العمودية والأفقية.
الفصل الثاني
الجهة والجهوية
بالتعاطي مع واقع الجهة عبر سلاح تسويد القانون، و إشاعة مبدأ العدل بين الجهات، يتحقق ذلم وأوله: مكافحة الجهوية عبر تنمية الضمير المهني، وإشاعة الثقافة القانونية، و تطبيق العدل في حقوق و واجبات الجهات، بالتخطيط المتوازن، ومراعاة مبدأ الأهلية الذاتية والجماعية في إسناد المهام لأفراد الجهاز التنفيذي، والأعوان، والرسل الإداريين، و مصاحبة ذلك بالتقويم الدائم عبر المراقبة، والمكافأة أو المحاسبة.
الفصل الثالث
الفئة والفئوية
تجاوز واقع الفئة بالمبادرة الإنتاجية الفاعلة، والعدالة في توزيع الفرص و الموارد المادية، ويكون أول ذلك ب: مكافحة العمى الفئوي عبر التضامن العمومي العادل مع المحرومين اقتصاديا وماديا حيث هُم، ومكافحة الغبن والحرمان أينما كان.
الفصل الرابع
الحسب والمحسوبية
يكون التعاطي مع الحسب عبر مكافحة وعي المحسوبية، باعتبارها وعيا متخلفا ينافي القيمة التداولية الفعلية الحينية للإنسان وذلك بحساب رصيد منتهي الصلاحية لمن لا يستحق. وحرمان آخر من حقه الحالي لأنه لايتمتع بإرث لم يعد ضمن شروط الحصول على الامتياز.
وقد تتداخل المحسوبية، مع القبلية والجهوية والفئوية في هذا المعيار الغريب والحائر.
الفصل الخامس والأخير
العنصر والعنصرية
نتجاوز واقع العناصر الخَلْقي بمكافحة النزعة العنصرية التي لا تعبر خصائص الإنسان المعنوية والأدائية، وهي لوثة حضارية أسسها وعي غربي فاشي نازي لمكافحة المساواة بين البشر على أساس الحقوق، وهي نزعة منحرفة خاطئة تعتمد نظرية الأعراق التي لا تستند إلى أي واقع بيولوجي، من أجل تكريس هيمنة عنصر على بقية العناصر. وثمة عنصرية وعنصرية مضادة، وكلتاهما خاطئة لأن الأصل في فلسفتها إلغاء الأجناس المنافسة إلغاء جسديا. وقد ترك الاستعمار الغربي بذورها في الشعوب التي كان يستعمرها، تمهيدا منه للاستعمار الجديد القائم حاليا. والقصد من وراء ذلك هو تفجير لحمة الشعوب حتى لا تشكل أمما موحدة، قادرة على الاستغناء عن الهيمنة الاستعمارية، التي تبحث دائما عن خيرات الشعوب المستعمرة سابقا. وأهم خطوة للقضاء على النزعة العنصرية هو تنمية روح الانتماء الوطني بما يترتب عليها من انتماء ومساواة في الحقوق والواجبات؛ إضافة إلى التوعية الفكرية ضد التطرف العنصري الذي هو تطرف فكري لا يقل خطورة عن التطرف الديني.
الخاتمة
القبلية، والجهوية، والفئوية والمحسوبية، والعنصرية ملة فساد واحدة، ولذلك كانت لها نتائج كارثية شاخصة:
التخلف الاجتماعي، والبؤس المعيشي، والفشل التنظيمي والإداري، والإفلاس الأخلاقي، والتناحر السياسي العسكري الدامي. فهل هناك أمة راشدة تبحث أو تبحث نخبها عن هده النتائج الكارثية؟
انتهى الكتاب.

