إعلانات

*مسرحية: "موريتانيا... حكمة على الحافة!"*

جمعة, 21/11/2025 - 01:24

السالك ولد أباه

 

*(المشهد الأول: خشبة مسرح بسيطة، ستار يُرفع ببطء)*

*1. الدخول المسرحي والبناء الرمزي*

يظهر *شيخ وقور* تجاوز السبعين، يلبس دراعة ناصعة، البياض يشبه أمراء الخليج في مظهره الخارجى، مهيب الطلعة، يمشي الهوينا بثبات وتوئدة حاملاً عصاه المصقولة. تنساب لحيته الكثّة مع الضوء، وتلمع عيناه بحكمة الأزمنة. يتحدث بالعربية الفصحى، وكأننا في *سوق عكاظ*، يستخدم ألفاظًا جزيلة، ونحوًا سليمًا لا اعوجاج فيه. صوته جهوري، كأنه قادم من بطون الكتب، لا من أعمدة الجرائد.

*2. مدخل الخطاب – التذكير بالمخاطر*

يضرب الشيخ الأرض بعصاه ويبدأ:

"يا قوم... أنصتوا، فالذي بين أيديكم ليس خيارًا ديمقراطيًا فقط، بل خيار وجودي. الاستقرار نعمة لا تُدرك إلا حين تهتز الأرض تحت الأقدام."

ثم يتساءل: "إلى أين؟ أنتم لا تعرفون موريتانيا إلى أين!"

*3. التهديدات الخارجية والداخلية*

– من الجنوب: بلد شقيق، لكنه يحتضن حركة أفلام الانفصالية، ويُدرّب عاصا باتها باسم "حقوق الإنسان".

– من الشرق: دولة في مهبّ الحرب الأهلية، لا تستقر على حال .

– من الشمال: دول متناحرة منذ أكثر من ستين سنة، تتآمر على بعضها، وتصدّر لنا أزماتها. عن وعي أو عن غير وعي

– في الداخل: هجرة استيطانية، وتغييب ممنهج للهوية، العربية وطرح لهجات لا تمتلك حتى أدوات التعبير الذاتي، يُراد فرضها بحروف لاتينية، وكأن العربية أمّ اللغات يجب أن تنحني لتدخل العجائب من بوابة الدستور!

*4. تشكيك في دعاة التعدد والانفتاح الأجوف*

يسخر الشيخ: "يحدثونكم عن التعدد والحوار... أي حوار يجعل الدولة مسرحًا للناقمين؟ من يرفض الهوية، يرفض الدولة! ومن يجهل التاريخ، يصفق لجلاده وهو لا يشعر."

*5. تذكير بالتاريخ – الحرب والانقلاب*

"أذكّركم... لم تسقط الدولة بسلاح المستعمر، بل بحماقة الداخل.

حرب الصحراء أطاحت بالحكم المدني،

وما بعده كان دوّامة من الانقلابات والانتقال بين اجتهاد باجر واجتهاد باجرين

."

*6. إشادة بالاستقرار الحالي*

"الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزوانى لم يُعطِ العسكر فقط ما يأكلون، بل ما يفكرون به،

ولذلك توقفوا عن التفكير بالبيادة...[[ الاحذية العسكرية ]] صاروا يفكرون في البدل الرسمية.

الانقلاب مات وولى عهده ... ودفنه تحسين ظروف الجنود والوعي المدنى !"

*7. تحذير من فوضى الانتخابات في محيط ملتهب*

"الانتخابات في هذا المحيط كالرقص على الزجاج. المتهالك ..

صندوق الاقتراع المفتوح في زمن الاضطراب هو قنينة فتنة. موقوتة ..

فاحذروا، لأن النار إذا اشتعلت، لا تفرّق بين مؤيد ومعارض،

ولا بين عربي و عجمي بل تأكل الجميع!"

*8. الخاتمة – صرخة الحكيم*

"أيها السادة...

أعيدوا التفكير، لا بالهتاف، بل بالحكمة. والمنطق

ففي مثل موريتانيا، الاستمرارية ليست كسلًا، بل وقاية.

والحكمة أن تعرف متى تتحرك ، ومتى تثبت.

أما التهور... فله ثمن، والأمم لا تُبنى بالمغامرات."

*(يخفض الشيخ عصاه، ينظر للجمهور طويلاً، ثم ينسحب ببطء...)*

*(الستار يُسدل على همسات الجمهور... وبينهم من بدأ يهمس: "كأننا سمعنا صوت الوطن، لا صوت الشيخ.")*

---

*نهاية المسرحية*

*مناسبة الطرح: الذكرى 65 للاستقلال الوطني*

*الرسالة: الحكمة طريق السيادة، لا صناديق بلا وعي.