
وصف العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الجمعة، دعم مجلس الأمن الدولي لخطة بلاده للحكم الذاتي في الصحراء الغربية بأنه “تحول تاريخي” في مسار نزاع مستمر منذ عقود، مؤكداً أنه يمثل “فتحاً جديداً في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطيّ النهائي لهذا النزاع المفتعل”.
وقال الملك في خطاب موجه إلى الشعب المغربي بمناسبة اعتماد مجلس الأمن القرار الداعم للخطة المغربية:
“بعد خمسين سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ، بعون الله وتوفيقه، فتحاً جديداً في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
وأعرب الملك محمد السادس عن اعتزازه بتزامن هذا القرار الدولي مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والسبعين لاستقلال المغرب، معتبراً أن البلاد تعيش “مرحلة فاصلة ومنعطفاً حاسماً في تاريخها الحديث”، مضيفاً: “هناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده… لقد حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة الذي لن يتطاول أحد على حقوقه أو حدوده التاريخية”.
وتشكل الصحراء الغربية موضع نزاع منذ سبعينيات القرن الماضي بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. وكان المغرب قد نظم عام 1975 “المسيرة الخضراء” نحو الأقاليم الصحراوية التي كانت خاضعة للاستعمار الإسباني، قبل أن تضمها المملكة، لتندلع بعدها مواجهة مسلحة مع البوليساريو استمرت حتى عام 1991 حين تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وفي عام 2007، تقدم المغرب بمقترح يمنح الحكم الذاتي للإقليم تحت سيادته، واعتبره “أقصى ما يمكن تقديمه”، في حين تمسكت البوليساريو والجزائر بخيار الانفصال الكامل.
ودعا مجلس الأمن في قراره الأخير جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وقد صوت أحد عشر عضواً لصالح القرار، فيما امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، ولم تشارك الجزائر في العملية. كما جدد المجلس ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام إضافي.
(وكالات)

