إعلانات

نواكشوط تحيي شغف المطالعة عبر "رفوف الصحراء”

ثلاثاء, 21/10/2025 - 00:45

صحراء ميديا / :

 

 

أخيرا.. تمّكن الحضور مع غروب شمس مساء الاثنين، من الدخول إلى ساحة قصر المختار ولد داداه، بعد انتظار طويل لحضور  فعاليات النسخة الأولى من معرض نواكشوط الدولي للكتاب.

في الجانب الغربي للقصر، تتدفّق عشرات الأشخاص جماعات وفرادى على المكان المخصص للمعرض، أمّهات يصطحبن صغارهن، طلّاب محظرة يحملون حقائب صغيرة شبه فارغة خصصت للتسوق بين “رفوف الصحراء” ، ووسائل إعلام محلية ودولية، تستعد لتغطية حدث غير مألوف لها في نواكشوط.

أكثر من ثمانين دار نشر وطنية ودولية، يتجول بينها الحاضرون، بين مشتر وبين من قاده الفضول إلى هذا الحدث، الذي حضره سلك دبلوماسي من مختلف البلدان العربية، يتفقد رفقة وزير الثقافة، أجنحة المعارض.

 

“هذه أول مرة أحضر فيها لمعرض كتابي، انبهرت بكل صراحة، لم أكن أعلم أن نواكشوط بإمكانها تنظيم حدث على هذا المستوى، فأنا من عشّاق المطالعة، والكتب الورقية”.. تقول الزائرة زينب محمد لصحراء ميديا.

وتشير زينب محمد في تصريحها، إلى أنها لم “تجد كتابا يلائم ذوقها الأدبي بعد جولة قادتها إلى عدة أجحنة، لكنها ستعود مرّة أخرى حتى تقتني عدةّ كتب.”

ومن جهته قال الطالب المحظري محمد لحبيب، إن “تنظيم المعرض كان على المستوى، وأتاح له فرصة الحصول على كتب كان يبحث عنها منذ وقت طويل.

 

 

 

وأشار إلى أن المعرض يتيح له وللطلاب فرصة مشاركة الآراء والنقاشات التي وصفها بالهامة. ولفت إلى أن ما يميزه أيضا، هو الأسعار التي في متناول الجميع، حسب قوله.

إقبال معتبر

الحدث الجديد على نواكشوط، كافأه سكان العاصمة بالحضور، ونظمت خلاله جلسات نقاشية مختلفة مصغّرة، بين الكتاب والشعراء في الإعلاميين.

ومن بين المشاركين في هذا المعرض، دار الكتاب الثقافي للنشر والتوزيع الأردنية، وأحضرت لهذه الفعالية، عدة نماذج مختلفة، من إصدارتها الخاصة.

ويرى ممثلها محمد، أن الإقبال خلال اليوم الأول يرقى إلى مستوى الفعالية، وقال في تصريح لصحراء ميديا: “سعيد بهذه المشاركة، وهذه نسخة مميزة رغم أنها الأولى، ويتميز بالتنوع على مستوى الحضور، الذي كان جيدا.”

ومن جهته يقول المصري محمد العبسي، إن هذه أول زيارة له لموريتانيا. وأشار إلى أنه شارك في العديد من المعارض الدولية للكتاب في بلدان مختلفة.

وأضاف في تصريح لصحراء ميديا، أن نجاح معرض نواكشوط للكتاب، سيتضح من خلال الإقبال والتفاعل معه، خلال أيامه المقبلة، ولا يمكن تقييمه خلال اليوم الأول.

وكان الإقبال بشكل عام، فوق المتوقع بحسب الناشر الموريتاني محمدن ولد محمد الكوري، الذي شارك بمطبوعات موريتانية تركز “بشكل خاص على الشناقطة.”

وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن يحضر هذا الكمّ من الأشخاص، خلال أول أيام المعرض. وأكد أن معرض نواكشوط الدولي سينجح لو استمر نفس الإقبال خلال الأيام المقبلة.

برنامج ثقافي متنوع

ويواكب المعرض، برنامج علمي وثقافي متنوع يتضمن ندوات ومحاضرات تستضيف نخبة من المفكرين والكتاب والشخصيات الثقافية، لمناقشة قضايا الفكر والإبداع والنشر؛ إلى جانب جلسات لتوقيع عدد من الإصدارات الجديدة، بحسب ما أعلنت وزارة الثقافة والفنون.

ويوقّع خلال المعرض، ديوان “انتقيتك من شرفة لا تطلّ على شارع” صدر حديثا، للشاعر الشاب الموريتاني اما علي حاحب، الذي شدد على ضرورة تنظيم هذا النوع من الفعاليات بشكل منتظمةومستمر.

وقال إن المعرض بشكل عام تحتاجه العاصمة نواكشوط كمتنفس ثقافي، لكن الكتب التي عرضت خلال اليوم الأول، قد لا تجذب النخبة الثقافية، ولكنها تبقى أفضل من لا شيء.

وأضاف أن الكتب المعروضة هي عبارة عن إصدارات خاصة لدور النشر. وأشار إلى فوضى صاحبت التنظيم بشكل عام، ولكن المعرض سينعش الساحة الثقافية بلا شك، حسب قوله.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الثقافة، أن اليوم فعاليات الثاني من المعرض، ستتخللها محاضرات عن تاريخ صناعة الكتاب في الحضارة الإسلامية، والكتاب الورقي وتحديات الثورة الرقمية، بالإضافة إلى الكتابة النسائية الخصوصية والمنهج.

لوحات فنّية

معرض نواكشوط الدولي للكتاب سمته وزارة الثقافة “رفوف الصحراء”، وخصصت جناحا منه للفنانات التشكيليات، لعرض لوحات تستحضر بشكل خاص التراث الموريتاني.

وعرضت في الجناح، لوحات تعرّف بالثقافة الموريتانية، وبقوة المرأة، والآلات الموسيقية، وحتى بموارد البلاد الطبيعية، بحسب الفنانة التشكيلية، مني الدف.

وقالت مني إن العديد من الدبلوماسيين الأجانب، انبهروا بالثقافة الموريتانية،، وتمكنوا من استكشاف بعض خفاياها، عبر اللوحات الفنية المعروضة.

هذا وتستمر فعاليات المعرض، إلى 26 أكتوبر 2025، برعاية الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وبإشراف مباشر من وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان.