إعلانات

لـ “الجيش المريض أخلاقياً”: ماذا ستخبرون أحفادكم بعد قتلكم الأطفال؟

خميس, 16/10/2025 - 22:47

 

المتفائلون يقولون إن الإسرائيليين سيستوعبون في نهاية المطاف حجم الفظائع التي نفذناها في قطاع غزة، وستتسرب الحقيقة إلى وعيهم، وأن الأفلام القديمة عن الأطفال الذين مزقتهم قنابلنا إلى أشلاء، ستصل ذات يوم إلى قلب الإسرائيليين وستجرحه. فجأة سيشاهدون الأطفال الذين يغطيهم غبار الباطون المحطم الذي أنقذوا من تحته وهم يرتجفون بدون سيطرة وينظرون إلى الفضاء بنظرة مليئة بعلامات الاستفهام.

ذات يوم، يقول المتفائلون، سيكف الإسرائيليون عن قول “إنهم يستحقون ذلك بسبب 7 أكتوبر، هم الذين هاجموا”. ولن تبقى الأرقام مجردة، “من يصدق حماس أصلاً”. القراء سيستوعبون: أكثر من 20 ألف طفل قتيل – حوالي ثلث القتلى، هم من صنع يدنا، وأكثر من 44 ألف طفل جريح – حوالي ربع المصابين. هم سيعرفون أنهم شاركوا وأيدوا حرب التدمير ضد شعب، ولم يستطيعوا هزيمة منظمة مسلحة وحشية.

ذات يوم، سيعرفون أن الوحشية الانتقامية الشخصية التي أظهرها عدد كبير من الجنود – حتى مع نوبات الضحك والابتسام التي ظهرت في تيك توك، والوحشية القاتلة الباردة، العميقة والمجهولة، لمن يلعبون بالفيديو في قمرة القيادة في الطائرة ومراكز القيادة – لا تدل على البطولة، بل على مرض خطير، اجتماعي وشخصي.

 يقدر المتفائلون أن الآباء لن يتمكنوا من النوم بسبب قلقهم من شعيرات على بنادق الأبناء موجهة نحو النساء والشيوخ والشباب الذين كانوا يجمعون الأعشاب لأكلها. سيكبر الأطفال ويسألون الآباء الذين كانوا جنوداً في حينه، إذا كانوا قد امتثلوا للأوامر وأطلقوا النار على مسنّ اجتاز خطاً أحمر غير معروف.

بنات الطيارين الذين حصلوا على أوسمة البطولة سيسألن إذا كان آباؤهن هم الذين ألقوا قنبلة قتلت 100 مدني من أجل قتل قائد متوسط في حماس. لماذا لم ترفض؟ تقول البنت وهي تبكي.

 أحفاد السجان المتقاعد سيلحون في السؤال: هل قمت شخصياً بضرب سجين مكبل إلى أن فقد وعيه؟ هل امتثلت لأمر من وزير ومنعت الطعام والحمّام عن السجناء؟ هل زججت 30 معتقلاً في غرفة تناسب ستة أشخاص؟ هل أصبت بالعدوى بمرض جلدي أصابهم؟ هل عرفت أي واحد من بين عشرات المعتقلين الذين ماتوا في السجن الإسرائيلي جوعاً أو ضرباً وتعذيباً؟ كيف أمكنك ذلك، يا جدي؟ وأبناء إخوة قضاة المحكمة العليا سيقرأون قرارات الحكم التي تسمح بكل ذلك وسيتوقفون عن زيارتهم.

المتفائلون على قناعة بأن الإعلام الإسرائيلي سيكشف الواقع ولم يعد باستطاعته الإخفاء لتخدير العقل والقلب. لن تكون كلمة “سياق” كلمة بذيئة، والجمهور سيربط بين الأمور: القمع، التشريد ونزع الملكية، الإذلال، التهجير والاحتلال – وكل المعاناة التي ترافقها. هذه ليست شعارات اخترعها يهود يكرهون أنفسهم، بل حياة عاشها شعب بكامله لسنوات، تحت أوامرنا وبنادقنا.

عميره هاس

 هآرتس 16/10/2025