الشريف عبد القادر

سيدي محمد

(Sidi Mohamed)

 

 

الشريف عبد القادر رجل مجذوب، فرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له.

والفِفتن قطعة نقدية كانت من الفئات المتداولة في المنتبذ القصي، يقال إنها مأخوذة من العدد الإنجليزي(fifteen) لأنها كانت تمثل خمسة عشر جزءا من الفرنك.

ومع صدور الأوقية سنة 1973 ظل الففتن حاضرا فيها وكان يمثل 1/5، وكان يصنع من معدن فضي خفيف الوزن يعرف محليا باسم الريش.

قال أحد هم في الففتن:

ففتن فاحمدو ما يُورَ :: يكون إلا دَخّلْ فِفْتِنْ

وانَ لِفتِنْْ في الحابورَ :: خاتر عنهم نَعطِ ففتن

وعلى ذكر الففتن كوحدة نقدية، كانت (دَيّانَ) ابنة قاضي الأوقاف ممادو كن وزوج حاتم زمانه محمدن ولد ابن المقداد(دودُ سك) من سيدات سين لوي (اندر)، وموئلا للضيوف، وذات مرة نزل عليها وفد من ابّرتيزاهات (Les partisans )، وكانت تطلق على مؤيدي ومناضلي حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني، وكان محمدن مسافرا، فلم تجد ما تضيفهم به فرهنت (خرصًا) من الذهب عندها، لدى تاجر من أهل الشام يدعى جورص (george)، فقال محمدن:

دَيانَ رھنت خِرصْ إل جِرْصْ :: فاغْدَ ِصربِتْ برتزانَ

واگبلْ بِيهْ، اتفُ بِيهْ الحرص :: خرصْ اذھب فُوذِنْ دَيّانَ

واعطاتو فافدَ ذاك الخرص :: "فِفتن" و"ابطِنكِنْ" و"ابْكَانَ"

وهنا وردت وحدات نقدية هي: الففتن ولبطنك والبِكنِي.

كان الشريف عبد القادر رجلا طويل القامة حسن الصورة، ينشد دائما بصوته النديِّ هذا المقطع من (صلاة ربي) للشيخ محمد اليدالي:

آياتُ طه :: ليست تُباهى

لا تناهى :: على الدوام

قلبي لديه:: شوقي إليه

يزكو عليه :: أزكى السلام

ماالدهر لاحت :: ذكى وفاحت

صبا وناحت :: وُرق الحمام

وكان صديقا للشاعر الفذ محمد ولد أبنو ولد احميدَنْ رحم الله الجميع، فطلب منه تزكية تجعل الناس يسارعون بتأدية (فِفتنه) حتى لا يتأخر، فقال له:

تمُّو لَجَاكمْ ذَ اشريفْ :: الظريفْ إلِّ باطْ كيفْ

الشرْفَه دايرْ شِي اخفِيفْ :: وانتومَ لايقْ بيكمْ

فايْديكمْ عسُّو من اكريفْ :: أيْديكمْ بالفيْديكـمْ

عبد القـادرْ ذَ وِكْتْنُو :: ضَعيفْ امنَيْنْ إجيكمْ

لا يَحصرْ فيكمْ فِفِتْنُو :: ؤُ هوَ لاَ يحصَرْ فيكمْ

وربما طالب بعضهم بإعطائه الفِفتنْ الواجب ويندب أن يضاعف ويسمى عند المضاعفة (دوبل):

عبد القادر ذَ لا جْبَ. :: لا بدالُ من دوبلُ

و الهديَه لُ واجبَ. :: والدُّوبلْ لُ مندوبْ لُ

ومن نوادره أنه كان يدعو الله أن يعمره ثلاثمائة سنة، فقيل له هذا مستحيل .فيقول (اندور يكان تصفَ منه ميّه ؤ خمسين باط).

وحين صعد الجُعل بعد ذلك ليصل إلى عشرين أوقية، طرق الشريف مجلسا فيه العالمان: گراي ولد أحمد يوره ومحمدو ولد متالي، رحمة الله على الجميع، و هما في إندر فقدما له هدية و أتحفاه من شعرهما بهاتين القطعتين، قال گراي:

أثاب إله العرش خير ثوابه :: من أكرم هذا الندب مهما ثوى به

واعطاه جلبا للثواب هدية :: إليه فمن خير اجتلاب الثواب هي

هديته عشرون نقدا فصاعدا :: ومن زاد نال الفوز عند مآبه

شريف ظريف طيب الأصل ماجد :: ضعيف وقد شطت صروف النوى به

ولازال من يهدي له في سعادة :: ووُقيَ من عضّ الزمان بنابِه

على المصطفى اسنى السلامين مابدت :: نجوم السما مع آله وصحابه

وقال محمدو ولد متالي:

يامحسنا من عاجز أو قادر :: عجل هديته لعبد القادر

وأعِنه عند وروده وصدوره :: أهلا به من وارد أو صادر

تلك الهدية لاتحدُ فمن يشأ :: يسلك طريقة حاتم أو مادر

جودوا بها لشريفكم وضعيفكم :: حتى يرى ذا العجز مثل القادر

لازال باذلها له في نعمة :: تترى عليه من الكريم القادر

يقول فيه العلامة الشاعر محمدو النانه ولد المعلى من أبيات:

أبى هذا الفتى إلا إيابا :: بدرهمه الذي ملأ العيابا

وسلّ على رقاب الناس سيفا :: من الإلحاح يختلس الرقابا

ولكن العفاة لهم حقوق :: وإن ركبوا المسومة العرابا

يقول الشيخ أحمدو بن فتى الشقروي:

نعد لعبد القادر السهل والرحبا :: فيستقبل الترحيب إتيانه سحبا

وإن يقض مولانا لذا الندب حاجة :: لدينا قضى المكروهُ والمختشى نحيا

لك الفخر من ندب كريم مبارك :: شريف ظريف ما عدلنا به ندبا

متى تبرز الأنساب تخضع لأنه :: له نسب عال على غيره أربى

فمن سِرّ طه أنت سيد نسبة :: علوت بها فى الرتبة العجم والعربا

إذا الندب ذو الأنوار وافى منبها :: على ما له يهدى فقدم له وهبا

وأظهر له مثل الذى أنت مضمر :: من الحب دأبا واسقه السائغ العذبا

فإن رسول الله لم يك سائلا :: على ما حبا إلا المودة فى القربى

على أن عبد القادر الندب طبقت :: شهادات تشريف له الشرق والغربا

ولو أمكن النافين للحق نفيه :: نفوه ولكن ما استطاعوا له نقبا

وها نحن فى الدنيا على فضل جده :: عيال ونرجو ذلك الفضل فى العقبى

عليه مع الأصحاب والآل كلهم :: صلاة بها نستثمر الدفع والجليا

ويقول الشيخ أحمدو بن محمذن فال شيخ محظرة تنجغماجك:

لقد شرف الرحمن أرضا تحلها :: وجاد عليها وبلها ثم طلها

سررت ببرء لا يغادر علة :: ولازلت في نعمى يواريك ظلها

شريف شريف النفس أوجب ربنا :: مواساته لا خير فى من يملها

وأزكى صلاة ثم أزكى تحية :: على المصطفى ما جاد غيث يبلها

ويقول عبد الله السالم بن يحظيه بن يحظيه بن عبد الودود:

لعبد القادر الندب الهمام :: حديث لا يمل على الدوام

حديث فيه للمحزون بشر :: وبر عاجل لأخ السقام

يحدث عن غرائب كل قوم :: بما يرضى ويعجب من كلام

ويقول شيخان بن محمدو حامد:

أهلا بطلعة ذا الشريف الزائر :: شمس المعالى الشهم عبد القادر

أهلا بمقدم من أراح قلوبنا :: من كل هم للفؤاد مخامر

بحديثه العذب الذى ينسى الفتى :: ما لذ من عصر العذيب وحاجر

فكفاه فخرا كون طه جده :: قطعا وطه نعم فخر الفاخر

طوبى لمن أهدى إليه هدية :: فبسؤله قد كان أجدر ظافر

لا ينكر الشرف الذى قد حازه :: غير امرئ خب حسود ماكر

فعلى النبي من الإله صلاته :: ما ناح قمري بأيك ناضر

كامل الود