إعلانات

قبل النوم (ثقافة)

خميس, 18/09/2025 - 00:40

ممو الخراش

 

انتابني منذ سنوات كسل كبير صدني عن حضور النشاطات الثقافية، فالعناوين الجميلة التي أقرأها على اللافتات لا أجد لها وجودا في الندوات: محاضرون لا أوراق لديهم، كثير منهم يبدأون كلامهم بأنهم لم يقرأوا الكتاب الذي سيتحدثون عنه، لكنهم يثقون في كاتبه، معقبون لا يضيفون جديدا، مشاركون ينصرفون إلى أمجاد القبائل وينسون العنوان، محاضرات فارغة، جمهور منشغل بهواتفه، صحافة تحول بينك وبين المنصة، وامغنين يحولون بينك وبين 2025.

نعم ينظم بيت الشعر أنشطة ثقافية جيدة، وكذا منشورات خديجة، وجمعية العقل، والاتحاد الفصيح، لكنها استثناءات، وداخلها استثناءات.

أما فصل الخريف فثقافته لا تتجاوز الحلوق، وأكثرها غناء بتافه الكلمات، ورقصات غريبة تدل على قسوة الظروف التي كان يعيشها أجدادنا، وبينها وبين الألحان انفصام كبير، وإن اجتهدوا في الضبط، لكنها تبقى مشاهد فروسية ممثلة، وسكرات موت جماعي بسبب التيه والجدب والحرب، وحكايات مجسدة عن أمراض المغص والعرج والأعصاب.

الشعر الذي كان يميزنا اهتمامنا به صار في أغلب الندوات فاصلا، يستدعي الصحفي الفرقة الموسيقية، ويقول: في انتظار أن تكون جاهزة ندعو الشاعر فلانا، ويأتي مزهوا بألاعيبه العروضية وأفكار جده.

قد يقول قائل: أين أنت من هذا؟ فأقول: ما أنا إلا رجل من قومي، سالك درب غزية إن غوت غويت، وما ترشد ولا أرشد.