إعلانات

قراءة في القصة القصيرة جدا لقاء  لأماني الجنيدي     

أحد, 31/08/2025 - 23:57

النجاح بنت محمذفال    

           « تقطع الجبال من أجل أن تراه. تريد أن تقول له أمراً مهماً. تلبس فستاناً رائعاً وتتعطّر. تتكحّل وتخطّط شفتيها بالأحمر. يستقبلُها بحفاوة. يطلب *لهافنجان قهوة. يرنّ هاتفه. يردّ، وينساها جالسة، مهملة. 
 تشربُ القهوةَ وتعود. تقسمُ ألا تعود. ألا تخبرَه بشيء. تصلُ غرفتها. تلقي بنفسها في فراشها. تنسى قسَمها، وتتساءل: ما الأمر المهم الذي أريدُ أن أقوله في المرة القادمة؟ 
على مسرح القصة بطلان :  معلوم هو الأنثى التي لا تبالي بان تسحق الذكورية ممثلة في "الجبال" من أجل تحقيق حلم لقاء كلفها اثمان العطور والملابس ...
 "تلبس فستاناً رائعاً وتتعطّر. تتكحّل وتخطّط شفتيها بالأحمر. " في حين يغيب من خشبة المسرح أي عناء تكلفة البطل المضمر "ه" ممثلا في هاء الضمير الغائب لا المخاطب ! ( تراه ، هاتفه ) 
لا عناء ! سوى فنجان قهوة بقي يتيما منفردا بمجرد ان رن هاتف الأخرى ...
فلم يعد المسرح إذا مسرح ثنائيا بل أصبح ثلاثيا في عالم المشاعر الذي أصبح حلبة ثانية لصراع المشاعر !
حلبة سيدها القسم ان لا تعود ثم شعور آخر استدعى عنصرا غازيا  لحسم الصراع هو النسيان "تنسى قسَمها، وتتساءل: ما الأمر المهم الذي أريدُ أن أقوله في المرة القادمة؟             يتضح من خلال القصة القصيرة جدا للكاتبة أماني الجندي  ان نهايتها جاءت صادمة ومفاجئة  وخالية من أي سياق دلالي مما يجعل نهايتها تشكل رسالة ومادة استهلاك لدى المتلقي حيث يزداد تأثرا ودهشة …
لقد جاءت الأحداث سريعة ومع ذلك متراصة ولها نهاية غير متوقعة  فبعد الجلوس واحتساء القهوة كرمز للقاء  يأتي التفرد ؛ وسط نوح الفستان  وتناثر الكحل .. وبمجرد رنة هاتف تحدث الصدمة الأولى حيث ينساها فاستسلم للهزيمة لتأتي نهاية أخرى غير متوقعة  
حيث تغرق في الغازي الجديد الذي هو نسيان الألم …
 نسيان  من نسيها فى أمل واعد بلقاء جديد "ما الأمر المهم الذي أريدُ أن أقوله في المرة القادمة؟  "

وتعتبر النهاية  غير النمطية من أهم الأساليب التي تغري المتلقي في القصة القصيرة جدا