
في موريتانيا، حيث لم تزل الدولة تسعى إلى ترسيخ هوية وطنية جامعة وسط بيئة متغيرة، يبرز خطر الحركات الأيديولوجية القديمة التي تتجاوزها اللحظة التاريخية، وتعيش على صدى شعارات اندثرت في مواطنها الأصلية.
من أبرز هذه النماذج *الحزب الشيوعي الموريتاني*، الذي تأسس سنة 1968 في توكومادي، ولا يزال يُعقد اجتماعه الأسبوعي يوم الأحد عند أحد قادته، وكأن التاريخ توقف به عند جدار برلين، غافلاً عن سقوط الاتحاد السوفياتي وتحوّل الصين إلى قوة رأسمالية ترفع راية السوق.
اليوم، يعيد هذا التيار إنتاج نفسه بأسماء مختلفة مثل "الكادحين"، أو "أحفاد الكادحين"، أو عبر حركات مثل "إيرا" و"افلام"، متدثرًا برداء التعددية، ساعيًا لاختراق الأنظمة المدنية والعسكرية بمشروع قديم – متجدد – هدفه تفكيك الهوية، علمنة الدولة، وفرض خطاب عرقي لا يمثل القاعدة الثقافية والتاريخية للشعب الموريتاني. وكأننا أمام دراما أيديولوجية لا تنتهي.
*وفي وقت اختفت فيه الأحزاب الشيوعية من أغلب دول إفريقيا والعالم العربي، أو تحولت إلى رماد ثقافي غير فعّال، نجد هذا التيار في موريتانيا لا يزال يرفع الشعارات ذاتها*، ويقف على الضد من ثوابت وطنية عريقة، من أبرزها:
- *رفضه لترسيم اللغة العربية* أو التهوين منها بربطها باللهجات المحلية، وهو ما يُفهم كمسعى لتفكيك الرابط الإسلامي والثقافي العربي.
- *تشجيعه الضمنى للامواج العاتية للهجرة الزنجية من دول الجوار*، مما يهدد التوازن الديمغرافي والاجتماعي لدولة محدودة الموارد، ومتعَبة في إعادة تشكيل بنيتها الوطنية.
السكوت عن مثل هذه التوجهات، تحت غطاء "حرية الفكر"، ليس حيادًا بل *تواطؤ صامت مع مشروع تفكيك المجتمع الموريتاني*، القائم منذ أكثر من ألف سنة على الإسلام والعروبة والتقاليد الراسخة.
إن الدولة الحريصة على استقرارها لا تترك بابها مفتوحًا لأفكار مغشوشة مستوردة تزرع عبثا فى تربة مجتمع قبلي محافظ تجاوزها التاريخ ولفظها الزمن ، ولا تسمح كذلك بأن يُهدد نسيجها الاجتماعي باسم شعارات بالية فقدت صلاحيتها.
السالك باه