
عندما تكسرت مخالب حركة "الاستعمار" على صخرة صمودنا في هذه الصحراء العنيدة و عرف الغزاة أن لا سبيل إلى "بقائهم" هنا للاستمرار في نهب خيراتنا و سرقة ثرواتنا الظاهرة و الدفينة، تم توظيف دوائر مشبوهة اشتغلت على تفتيت المشتركات الكبرى و في طليعتها الدين و اللغة فشجعوا النحل و المذاهب و الطوائف و حفزوا الاقليلات و فخخوا الإثنيات حتى ينفك الكل عن الجامع الثقافي و الفكري و التربوي فتضعف حبكة الأمة و تتفتت بنية الشعب ضمن حركة شملت كامل المنطقة العربية من العراق إلى الجمهورية الإسلامية و اشتغلت على مشروع خبيث يحول كل بلد إلى كيانات إثنية عرقية طائفية لا تقبل التعايش
انظروا ما حصل في العراق رغم أن الوجود الكردي أكثر كثافة في تركيا و إيران فرضت لهم دويلة في العراق
و هناك في المشرق جري و يجري العمل الدأوب لخلق دويلة للدروز و أخرى للموارنة و واحدة للعلويين و دويلة للشيعة و أخرى للنوبة و ضرتها للأقباط
و في المغرب العربي زرع مشروع دويلات الأمازيغ و البربر و صنعت لهم حتى لغة بأبجدية مزورة لفقت لها حروف بين المسند و الفينيقي و رسوم مبتدعة
كل ذلك في سبيل محاصرة اللغة العربية باعتبارها الجامع الأقوى لخير أمة أخرجت للناس
كان علينا أن نقتنع بأن العربية ليست لغتنا و أنها لغة تراثية متحفية، و حتى نرتقي بتعليمنا و إدارتنا علينا تدريس المناهج العلمية بالإنجليزية فى المشرق و بالفرنسية في المغرب و علينا حين نتحدث عن العربية أن نفكر أولا بلغاتنا الأصلية أي بلهجاتنا غير المكتوبة و غير القابلة ربما للكتابة
و إلى جانب ذلك و تكميلا له تم تشجيع رطانات مقززة لدى شبابنا و أطفالنا عبر الأغاني الواطئة و الدراما الهجينة و جاءت وسائط "التواصل الاجتماعي" لتسيل كأس الهجوم الكاسح المستمر متعدد الوسائط و الوسائل متدرج المراحل موحد الهدف على العربية
لذلك و رغم الإرادة الشعبية العارمة الصرامة و القرارات السيادة الدستورية بترسيم لغة القرآن الكونية، لم تجرؤ حكومة على فرض العربية في الإدارة و صار أي تعميم باستخدام الحرف العربي بجانب اللاتيني بطولة و عنترية.