
الدهماء ريم
أهداني أخي الكريم مختار بابتاح روايته "وديان العبيد"، قرأتُها بشغف، فاللغة فخمة وآسرة، والمحتوى كأنه يعنيني إلى حدٍّ ما، إنْ جاز القول بأنِّي تلاقُح عرقي بين العبيد والأسياد، وأنَا فعلا كذلك.
قرأتها بشعور أنَّ الأحداث والشخوص مرَّت بمخيلتي أو بقربي من قبل، وكأني أعرفُ أبطالها ويهمني أمرهم، وبالتالي لم يقابل ذهني عوائق كبيرة في امتصاص ما كُتب.
رصد بابتاح في روايته أشياء وَجيعة من واقع أمسنا، أشاح عن شرخ غائر امتلأ بألم قديم، كسر محظورات الوقائع ومحاذير المصطلحات فأعطى عمقا نفسيا وبعدا إنسانيا للتفاصيل،.. كتب بتجرد ضمير، وبأسلوب لم يتلطف أو يتعطف تلك التابوهات التي نطمرها نفسيا تحت الظلال المعتمة من رواياتنا السالفة،.. لم نتجاوز بعد عثرات التاريخ، وإنْ تناولناها فبتنابز وشحناء،...
المهم أنَّ من صبَرَ ظَفَر، هكذا كان حال أحد العبيد في الرواية، والذي انتقل من طور تَشكُّل أقداره على هوى أسياده، إلى طور سياَّدته على نفسه..
ما كل الآلام تأتي لتكسر الإرادة، بل يأتي بعضها لينكس الطريق أمام الإرادة.. فعزة النفس قرار، والخلاص قرار، والمهانة قرار،.. فقرِّرْ ما يناسبك!
جزيل الشكر سيدي الكريم بابتاح، وألف شكر على الكلمات الواردة في الإهداء.
تحياتي