إعلانات

اعتذار ولد بلال

جمعة, 09/05/2025 - 15:26

محمد الكوري العربي

لا يعتذر عن الخطأ إلا العظيم من الناس!!

● فضيلتان ساميتان تغيبان من مجتمعنا عامة و عن أدبياتنا السياسية خاصة: الاعتراف بالخطأ و الاعتذار عن الخطأ.

● نسجل، لفائدة تاريخنا السياسي، أن الأخ الكريم محمد فال ولد بلال، مده الله بالصحة و العافية، سبق له أن اعترف ، بكل جرأة تاريخية غير معهودة ، بخطأ شباب اليسار الموريتاني، في سبعينيات القرن الماضي، يوم كان يشجعون تسهيل دخول المهاجرين من حدودنا الجنوبية إلى البلاد اعتقادا بأن ذلك يسرع من وعي الشعب الموريتاني المعبإ بالعقلية البدوية... و نسجل لتاريخنا السياسي أن هذا الرجل لم يمنعه انتماؤه التاريخي لليساريين و لا عمله المبكر في مؤسسات الدولة و خصومات الحكومات العنيفة مع المعارضين من الاعتراف بأن شباب البعثيين كانوا يواجهون شباب اليسار لمنع تسهيل إدخال الوافدين إلى بلادنا من الدول جنوب الصحراء و الساحل، ... و لم يمنعه هذا و لا ذاك من الاعتراف بأن البعثيين كانوا محقين في ممانعتهم لإغراق البلاد بالمهاجرين الأجانب!

● فمتى يسجل التاريخ السياسي لبلادنا أن قادة اليسار و الإسلاموية السياسية قد اعترفوا أنهم كانوا أقل وطنية من سفير فرنسا في نواكشوط، يوم الثامن من مايو 2025؛ إذ بينما كان سفير فرنسا يتحدث للموريتانيين بلغتهم الوطنية الرسمية في مناسبة رسمية موريتانية، احتراما لدستور البلد المضيف له، كان قادة اليسار و الإسلاموية السياسية يخوضون نضالا مستميتا ، في ظل دستور 1991، ضد تطبيق المادة السادسة من دستور بلدهم التي تنص على رسمية اللغة العربية كلغة وطنية موحدة ، و يعتبرون تطبيق هذه المادة تمييزا عنصريا و إقصاء للأقليات الوطنية من الزنوج و الفلان في موريتانيا... و يفرضون على الموريتانيين استهلاك أربعة أوقات للترجمة بين مكونات الشعب الواحد في مناسباته الرسمية!

● فهل سيشهد التاريخ في نهاية المطاف أن ( ج م) و (م م ) و كبار كوادر حركاتهم قد اعترفوا بأنهم كانوا على خطإ جسيم يوم وقفوا بكل عناد ضد تحييد اللغة الفرنسية الأجنبية عن إدارة الدولة و مرافقها الحيوية و الأحاديث البينية، المترجمة، بين أفراد الشعب الموريتاني، اعتقادا منهم أن ذلك يصب في مصلحة تعزيز الوحدة الوطنية... و متى يعتذرون للتاريخ و للشعب الموريتاني عن تلك الحقبة النضالية غير المشرفة في سبيل تأمين الغطاء السياسي و الإعلامي لتأبيد لغة المستعمر الفرنسي في الإدارة الوطنية كضرورة استيراتيجية باسم الوحدة الوطنية ؟

● المؤكد منه أن الاعتراف بالأخطاء و الاعتذار عنها فضيلة عظمى... لا يقدر عليها و لا يقدرها حق قدرها إلا أصحاب العقول الكبيرة و الثراء الروحي...