أحدهم يسألني، مستغربا، هل كانت السيدةZeinebou Jed هي الناشر لجريدة أخبار الأسبوع، وليس المرحوم محمد ولد بوبه، و هل كان ذلك المشروع الإعلامي المتميز الرائد بإشراف سيدة !؟
تذكرت قصتين، لا أثق في معلوماتي فيهما، لكن ما يهمني وجاهة الاستطراد و تطابق المعنى مع قصدي. يحكى أن الملحن و الموسيقار و عازف بيانو الألماني العظيم، لود فيج فان بتهوفن، كان ذات يوم في رحلة استراحة في الريف الألماني، فمر بصاحب مزرعة و هو يغني مقاطع من حدى سيمفونيات بتهوفن... فتوقف بتهوفن يستمع للمزارع و هو يغني و يشرح له الكلمات ، فسأله بتهوفن ما إذا كان يعرف صاحب السيمفونية ، فكان رد المزارع انه لا يعرفه... فاستمع له حتى أكمل غناءه و شرحه... ثم واصل رحلته!
و القصة الثانية ، سمعتها بروايات متعددة، عن الفنان الموريتاني، ذائع الصيت بفنه و فنيته، سيدي أحمد أحمد البكاي ولد عوه، رحمه الله و طيب ثراه؛ إذ كان في استراحة من سفر على طريق الأمل، عند صاحبة مطعم شعبي؛ و بينما كان يضع رجلا على رجل بانتظار " البراد الأول" كانت صاحبة المطعم، غير بعيدة منه، تخفض الصوت في جهاز اترانزيستور( راجيو). كان الصوت المخفض صوت الفنانة القديرة لخذيره بنت أحمد زيدان ، رحمها الله و أكرم نزلها، في أحد مقامات الموسقى الموريتانية ، فقال ولد عوه " لا تخفضي صوت المذياع- خلّي ذاك"، فردت السيدة"ذلك شيئ لا تعرفه"، فرد عليها: حكّللّ!
حكّلل ... يبدو أن هذه الأجيال لا تعرف أن الأخت زينب بنت اجد جمعت كل القيم التاريخية الفاضلة للمجتمع الموريتاني إلى جانب كل القيم الفكرية و الفلسفية التنويرية و العقلانية و الحداثية، و ما بعد الحداثة في الحضارة الغربية ... في شخصية إنسانية، كاريزمية ، منفتحة...
أسأل الله لي و لها التوفيق.