
2 مرثية الأستاذ الأديب سيد محمود بن الهلال
يعتبر عصر "البارين" في التاكلالت علامة فارقة وماركة مسجلة في مجال أدب الأعصار وإخوانياتهم، فقد حباهم الله بالعلم والفهم الثاقب والذوق الرفيع، كما كتب لهم القبول فكانوا مدرسة في النبل والفتوة واستدمين، ويكفي هذا العصر فخرا أن من بين أعضائه مفخرة موريتانيا الدكتور جمال بن الحسن رحمه الله، والعالم الدكتور يحي بن البراء والمثقف البارز سيد محمود بن الهلال وغيرهم من الفتيان والأعيان، حفظهم الله ورعاهم.
يتميز إنتاج عصر البارين الأدبي بالجودة والتنوع والطرافة فقد هداهم عصفهم الذهني إلى مواضيع بكرا، لم تطمثها الأعصار قبلهم، معتمدين في معالجتها على ملكاتهم الفطرية وخلفيتهم الموسوعية، وامتلاكهم لناصية الشعر وقد تجلى ذلك في تأبين "بوبس"، وتوبة البارين، وإخوانيات سيد محمود وادْرِيرَ، وغير ذلك من طرف البارين.
يعتبر سيد محمود هو جذيل العصر المحكك وعذيقه المرجب وهو أحسنهم نادرة وأسبقهم بادرة، ويتميز شعره بقرب المأخذ وبعد الغور والابتعاد عن التكرار والاجترار، فلتعد إلى مدونته الشخصية أو صفحته فستجد مرتعا خصبا يلهي حت
يجمع شعر سيد محمود بين ظرافة التاه وتمكن بكن وجودة ول اعبيد الغال وإحالات امحمد بن أحمد يور.
تعرفت على الأستاذ سيد محمود في الدوحة فكان منزله بمنطقة "عين خالد" عينا نابعة بنوادر الأدب ولطائف التصوف ودرر أهل إكيد، ثم غادرنا أهل سيد محمود واستحفات الدوحة.
أصيب مرة سيد محمود بوعكة صحية فكتبت أبياتا استشفائية في بحر السريع وعرضتها على الخال صالح بن امد، فعن رأيه النقدي أصدر، فقال لي إن سيد محمود قل من يفري فريه في بحر السريع، ونصحني ببحر الخفيف فهو من الأبحر المفضلة عند أهل إكيد وكيف لا وقد أطرب العيش واهتز له حتى خشوا إراقة إدامه فكتبت له الأبيات التالية:
اشْفِ يَا ذَا الشِّفَا خَلِيلِيَّ سِيدي
ذَا المَعَالِي وَ ذَا السُّلُوكِ الفَرِيدِ
واحْبُهُ بِالمَرَامِ فِي النّفْسِ وَالأَ
هْلِ وَنَيْلِ المُنَى وَعُمْرٍ مَدِيدِ
سِيدِ مَحْمُودَ يَِا صَدِيقِي وَ يَا وَا
سِطَةَ العِقْدِ فِي قُرِى إِكِيدِ
لَكَ مِنِّي كُلُّ المَوَدَّةِ وَ الإِ خْــ
لاَصِ والاحْتِرَامِ والتَّأْيِيدِ
يلاحظ المتابع لرثائيات سيد محمود أنها تحمل دائما نفسا تجديديا، ولا يقبل لها أن تبقى تحت العباءة الشكلية المعهودة، وهي في الغالب قصار جياد أمكبوظة من اكريب.
ظل أستاذي سيد محمود على اتصال معي طيلة مرض الوالدة وزارنا معزيا مع وفد من علية القوم أتوا شيعة فاخرة في هيئة فاخرة، كما أتانا منفردا ومعزيا ومواسيا بقطعة من سريعيات سيد محمود، طرب لها الدست الأعمري واعطاوه ماه ونزلوه اتباركلل
جزى الله عني أستاذي وأخي في الله سيد محمود بن الهلال ولا أراه مكروها ومتعه بالصحة والعافية وأبقاه لنا ذخرا وفخرا فهو وحده القادر على ذلك.
سلم على يعقوب في بيته
وإخوة في البيت في سمته
وقل لهم إن الذي غمهم
قد غمنا ما عم من بغته
والصبر في عيش له ما له
مما يحار المرء في نعته
والله خير للتي عنده
وراحة المؤمن في موته
والصمت أولى هاهنا رهبة
ويحسن السكوت في وقته
وبعضهم يفهم من قوله
يعقوب ما يفهم من صمته