فاضل غِي
غدا بإذن الله سيتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس ماكي سال المنتهية ولايته ،ويأتي هذا الموعد مع المواطن السنغالي بعد أخذ ورد حيّرا الرأي العام الوطني والدولي ،
وعاشت بلادنا ثلاث سنوات حافلة باضطرابات سياسية واجتماعية غيرت تماما الوجه المألوف لبلدنا الغالي ، والآن وقد انتهت الحملة الإنتخابية وعرض البرامج الإنتخابية من قبل المرشحين في جميع الأقاليم السنغالية ، يبقى أن يخرج المواطنون بشكل مسؤول للإدلاء بأصواتهم للمرشحين الذين يرونهم أهلا لرئاسة البلاد .
على أن الرئيس القادم تنتظره تحديات مختلفة الأبعاد ، ومتطلبات لا تقبل الانتظار .
وأول هذه المتطلبات الملحة هي المصالحة السنغالية السنغالية ، فلا بد من الشروع فور تسلم الأمانة في المصالحة الوطنية ،لأن التوترات السياسية التي عاشتها البلاد أخلفت أحقادا ،ومزقت أواصر الود والاحترام بين مختلف قطاعات المجتمع ،فلا بد للرئيس المنتخب من التركيز بادئ ذي بدء على تضميد الجراح والدعوة إلى النسيان ، وحمل الخصوم السياسيين على نبذ الكراهية والأحقاد من الصدور ، ومن الأولويات التي أراها ملحة العمل على إصلاح القضاء السنغالي وإعادة الثقة بين الشعب وقضاته ، فلا يمكن أن تستقيم الأمور في ظل انعدام الثقة بين الناس والقضاء ، يجب على الرئيس المنتظر أن يقوم بتقوية مؤسسات الدولة وتبتعد عن التلاعب بهذه المؤسسات ، فالفساد عنوان العديد من الأنظمة السياسية في قارتنا الأفريقية، ولا بد من إعادة النظر في العلاقة بين وزارة العدل والادعاء العام ، فالمدعي العام لا يستطيع أداء دوره كمحامي المجتمع ما لم يتحرر من قبضة وزير العدل .
نتمنى أن يضع رئيسنا القادم في عين الاعتبار ضرورة إيجاد مجلس إسلامي أعلى يقوم بالإشراف على الأمور الدينية، وذلك لا يتنافى مع وجود وزارة للشؤون الدينية تشمل كل الأديان ، فبلاد مثل السنغال نسبة المسلمين فيها أكثر من ٩٥ في المائة لا ينبغي أن تخلو من مجلس إسلامي يهتم بكل ما يخص الدين الإسلامي ويسهر على أمور المسلمين ،
على الرئيس المنتخب أن يدرك أن إدارة الدولة لم تعد مقصورة على حاكم وأنصاره فقط ، بل الرئاسة تتطلب اختيار فريق كفء ناضج وواع ، يتشكل من كفاءات وطنية متنوعة ومتميزة .
البلاد مقبلة على استغلال ثروات طبيعية في غاية الأهمية( الغاز والبترول) فنرجو إعطاء هذا الجانب ما يستحقه من المعرفة والدراية واليقظة ، وفهم دقيق لمتطلبات السوق .
بطالة الشباب وسوء ظروفهم أمر مقلق في النهار ومسهر في الليل ، فيحتاج الشباب إلى التدريب والتأهيل ، وإلى ترغيبهم في البقاء داخل الوطن ونبذ التفكير في ركوب المخاطر عبر البحار للهجرة خارج البلاد ،وأراضينا الزراعية فيها ما يشفي غليل الرغبة في الهجرة إلى المجهول .
وللشعب السنغالي الواعي نحيي ،ونبارك فيه هذا الوعي والذكاء اللذان كانا سببا في انقاذ بلادنا من الوقوع في الهاوية ، ونرجو أن يستمر هذا الوعي وهذا الذكاء غدا وبعده ، حتى نبرهن للعالم كله بأن الديمقراطية لها جذور قديمة وعميقة في سنغالنا العزيزة .
المصدر: رفي دكار