رحيل رجل عظيم
نعي وتعزية
انتقل اليوم إلى رحمة الله الواسعة العالم الجليل سليل العلماء الأجلاء، والفهامة المسدد سليل الفهامين المسددين،، والأديب الكبير سليل الأدباء الكبار، واللبيب ابن الألباءوالمثقف اللامع سليل المثقفين اللامعين، والشيخ الصالح سليل الأشياخ الصالحين، والعابد المخلص سليل العابدين المخلصين، والخلوق سليل الخلوقين والعاقل الراجح العقل سليل العاقلين الراجحي العقول، والمؤرخ الموسوعي، ابن المؤرخين الموسوعيين، سيد مجالس العلم والفتوة والشعر والنثر، وابن سادتها، أبو الأمة الموريتانية علما، حمدا ولد التاه علما.
وبهذه الفاجعة الوطنية التي تستحق أن تنكس لها أعلام كثيرة وتنحنى لها منابر، وتحزن لها منائر؛ فإنني أنعى هذا الطود الأشم في كل ما هو متميز معروف من قيم سامية.. وأرجو له من الله سابغ رحماته وواسع جنانه، وأعزي فيه الأسرة الفاضلة و كل ما يدب على أرض الوطن من كائنات حية، وكل ما ينبت فيها من نجم وشجر، وكل معالمها من جبال وأودية وبحار وأنهار وصحاري وسهول وسهوب، وعمران وقفار، فالسماء بما شهدته والأرض بما أقلته تحمل ذكرى عطرة لهذه القامة التي أحبها الكل وبنت لها في السهل والجبل مجدا تليدا وطارفا، تلك القامة الفارعة التي لن ترحل معنى إن رحلت حسا، بل ستبقى ذكرا عطرا وذاكرة حية لبلاد شنقيط برمزيتها التاريخية وموريتانيا برمزيتها الوطنية و اعتزازها وعزتها، وإشعاعها وأملها، كما أعزي فيه الزمن كالمكان بماضيه المشرق الذي عاش فيه وعلمه القيم، والحاضر الذي رحل عنه ليعلمه الصبر، والمستقبل الذي سيخلده أبد الآبدين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الدكتور محمد ولد أحظانا