إعلانات

مقتل الممثلة السودانية آسيا عبد الماجد في تبادل لإطلاق النار بين الجيش والدعم السريع

اثنين, 08/05/2023 - 03:27

 

  • بي بي سي - الخرطوم

 

قٌتلت الممثلة السودانية البارزة، آسيا عبد الماجد، في تبادل لإطلاق النار بين المتحاربين في شمال الخرطوم، ما أصاب سكان العاصمة السودانية بالصدمة إذ يسمعون عن المزيد والمزيد من الأصدقاء والأقارب العالقين وسط القتال.

واشتهرت آسيا عبد الماجد، البالغة من العمر ثمانين عاما، بعروضها المسرحية وبرزت لأول مرة في عام 1965 حين شاركت في بطولة مسرحية "بامسيكا".

عُرضت المسرحية على المسرح القومي بأم درمان، بمناسبة الذكرى الأولى لثورة أكتوبر/ تشرين الأول في السودان ضد نظام حكم جاء بانقلاب عسكري حينذاك. وكانت تُعتبر رائدة في المسرح وأول ممثلة مسرحية محترفة في البلاد، واعتزلت التمثيل لاحقا لتصبح معلمة.

تقول عائلتها إنها دفنت بعد ساعات من إطلاق النار عليها، صباح الأربعاء، في أرض روضة أطفال كانت تعمل فيها مؤخرا. وكان اصطحابها لتدفن في مقبرة أمرا محفوفا بالمخاطر للغاية.

ولم يتضح من أطلق الرصاصة التي قتلتها في الاشتباكات بضاحية بحري شمالي الخرطوم. لكن المقاتلين التابعين لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، المتمركزين في قواعدهم في المناطق السكنية في جميع أنحاء المدينة، يواصلون محاربة الجيش الذي يميل إلى الهجوم من الجو.

 

وتقول قوات الدعم السريع إن الجيش حاول نشر أفراد من وحدة القوات الخاصة التابعة للشرطة، يوم الأربعاء، لكن الجماعة تزعم أنها صدت هجومهم البري.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الفصائل المتحاربة إلى وقف القتال على الفور قبل أن يتصاعد الصراع إلى حرب شاملة.

 

مع تحليق طائرة عسكرية فوق رؤوسنا وأنا أكتب هذا التقرير، ووصول رسائل عبر تطبيق واتساب مصحوبة بمزيد من الأخبار السيئة عن أصدقائي المحاصرين وسط القتال، يبدو أن أيا من الطرفين ليس جادا بشأن إنهاء صراعهما المميت.

يقول صديقي محمد الفاتح وهو صحفي زميل: "كنت أجلس مع أخي في غرفة الجلوس، عندما سمعنا ضجيج القذيفة والغبار القادم من المطبخ. اعتقدنا أن الجدار كله قد انهار تماما".

وتعرضت شقته السكنية في حي "بُري" شرقي مقر الجيش بوسط الخرطوم للقصف الإثنين ليلا.

يقول: "كان جيراني في الطابق العلوي والطابق السفلي مذعورين ويصرخون، واضطررنا إلى الإخلاء على الفور إلى منطقة أخرى".

وتحتل قوات الدعم السريع ضاحيته بالكامل، وغالبا ما يتم إطلاق صواريخ من مقر الجيش حيث يعتقد أن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، ومعاونيه يمكثون هناك.

صديقتي "هبة الرايح" اتصلت بي منذ فترة وجيزة وعلمت منها أنها في محنة كبيرة، بعد مقتل والدتها المحامية البارزة، سهير عبد الله البشير، واثنين من أعمامها يوم الخميس الماضي بقذيفة كانت موجهة نحو القصر الرئاسي، الذي يقطنون بالقرب منه.

جاء أعمامها في الواقع لمساعدتهم على الفرار، خلال واحدة مما يسمى بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية الأسبوع الماضي.

وفي ضاحية أخرى تسمى الخرطوم 2 غرب المقر الرئيسي للجيش، قرر الوكيل العقاري عمر بلال البقاء وحراسة منزله.

لقد أرسل الرجل البالغ من العمر 46 عاما عائلته إلى منطقة أكثر أمانا، بينما يسعى هو وعدد قليل من الرجال الآخرين في الحي لحماية ممتلكاتهم، من النهب والسرقة المسلحة التي تحدث في جميع أنحاء المدينة.

وتعرضت منازل الناس والبنوك والمصانع والمحال التجارية للنهب، في ظل القتال الدائر في الخرطوم.

صديق آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أمضى خمسة أيام في مطعم بالخرطوم 2 عندما اندلعت المعارك لأول مرة في 15 أبريل/ نيسان.

لقد تمكن من الفرار لاحقا خلال وقف إطلاق النار الهش الأول. ذهب أولا إلى شمال المدينة ثم قرر الذهاب برا إلى إثيوبيا، وهي رحلة استغرقت خمسة أيام.

 

الآن هو في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، وأرسل رسالة ليقول فيها إنه رأى أكواما من الجثث أثناء مغادرته الخرطوم 2.

باسل عمر، مسعف ومتطوع، وصف فراره من شقته عندما تعرضت للقصف في حي "المنشية" شرقي مقر الجيش.

يقول: "أمضينا ثلاثة أيام نائمين على الأرض، وفي النهاية كان من المستحيل البقاء هناك، لقد أرسلت أطفالي ووالدتهم إلى ولاية الجزيرة مع أهل زوجتي، وذهبت للإقامة مع والدي في حي الخرطوم بحري".

أعيش في أم درمان التي تُعتبر من أكثر الأماكن أمانا في المدينة، رغم أن الرصاص يتطاير باستمرار عبر نوافذ منازل السكان.

قبل يومين، أصيبت جارتي بشظية في ساقها أثناء نومها إثر غارة جوية، والتي كانت تحدث مرتين تقريبا كل ساعة. لكن عددا أقل من الغارات الجوية وقع يوم الأربعاء.

واتفقت الفصائل السودانية على هدنة جديدة مدتها سبعة أيام تبدأ الخميس، ولكن بالنظر إلى أنه من المفترض أن يلتزموا حاليا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ونظرا لانهيار الاتفاقات السابقة فلا أحد منا يتوقع أن يتم الالتزام بالهدنة الجديدة.

كل يوم نزداد يأسا. يشعر معظم سكان الخرطوم بالخذلان والحيرة، إذ يبدو المجتمع الدولي غير قادر على ممارسة نفوذه على الجنرالات لوقف هذه الحرب، في حين أنه تمكن من حملهم على الموافقة على تقاسم السلطة مع المدنيين في عام 2019، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.