إعلانات

خطاط موريتاني يرفع "اللوح" بمشاركته في تظاهرة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

أربعاء, 16/11/2022 - 02:37

محمدن أحمد سالم أحمدو

(تدوينة)

تلقيت دعوة كريمة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للمشاركة في التظاهرة الثقافية حول فنون الخط والحروفيات التي تنظمها المنظمة بالتزامن مع القمة 18 للفرانكفونية بجزيرة جربة في تونس، حول موضوع: "التواصل في إطار التنوع: الرقمي كمحرك للتنمية والتضامن في الفضاء الفرانكفوني" وقد شاركت في المعرض بلوحتين أو لوحين، أردت من خلال إحداهما إبراز محورية اللوح في الثقافة الشنقيطية وأنه كان عماد التعليم في المحظرة الموريتانية، وأنه مثل سفيرا معرفيا للموريتانيين عبر أجيال من العلماء الذين تخرجوا من المحظرة كان اللوح وسيلتهم الأساسية في تعلم الخط واكتساب المعرفة ونشرها أينما حلوا.

هذا اللوح الذي تحول اليوم إلى لوح الكتروني iPad يستخدم في مهام متنوعة من بينها التعليم، وتعليم الخط وإنجاز لوحاته، كان الموريتانيون يستخدمونه لبعض تلك الأغراض قديما، وهو ما يجعل من ذلك الاستخدام نوعا من السبقية في الفكرة التي ستتحول إلى المجال الرقمي في عصرنا.

أما اللوحة الأخرى التي نقلت فيها لوحة الطرة من الورق إلى اللوح، فكانت طرة علقت بها على أبيات العلامة الشيخ محمدو بن حنبل الحسني رحمه الله الشهيرة التي يقول في بدايتها:

"عِمْ صباحا أفلحت كل فلاح == فيك يالوح لم أطع ألف لاح".

والتي عبر فيها عن تعلقه والموريتانيين باللوح وعن محوريته وأهميته في المحظرة، وأردت من خلال الإخراج الفني للطرة بهذا الشكل الذي استوحيته من طرة على ألفية ابن مالك للعلّامة الشاعر الخطاط بدي بن الدين الآبّيري رحمة الله تعالى، أن أبيّن سبقية منهج الشرح والربط بين الأفكار والشكل الرسومي للطرة الذي اتبعه الموريتانيون لتجسيد مفهومي "الخارطة العقلية "(Mind Map) و"النص الفائق"(Hypertext) واستطاعتهم دمج الفكرتين في منهج الطرة التدويني قبل ظهورهما بعشرات السنين (كان الأخ صلاح الدين أحمد هو السباق للتّنبُّه لتلك الظاهرة ودراستها).

وكان العنوان الذي احترت لمداخلتي في الندوة لصيقا باللوحتين-اللوحين، وهو: "اللوح والطرة تراث خطي حي ورقمنة سابقة لعصرها". بقي أن أشير إلى أن ترجمة الأبيات التي وردت في الطرة هي من إنجاز الأديب القانوني الدبلوماسي الأخ عبد القادر ولد محمد، حفظه الله، فله وللأخ الدبلوماسي جمال ولد محمد مؤسس ومحافظ مكتبة ومتحف ذاكرة الصحراء كل المودة والتقدير، والشكر موصول لطاقم المنظمة الكرام، ولمن كان سببا في هذه الدعوة الكريمة، والذي يعرف نفسه جيدا كما يقول أهل الإهداءات في الإذاعة. وشكرا جزيلا لأخي الخطاط المبدع والمصور البارع Amor Jomni.