إعلانات

ماذا عن الموريتانيين المنحدرين من أكليوباترا... مصر  تقترب من العثور على قبر كليوباترا

أربعاء, 09/11/2022 - 22:19

 

لندن - العربية.نت

 

اكتظت وسائل إعلام عالمية اللغات، اليوم الثلاثاء، بخبر ملخصه أن مصر تقترب مما يمكن تسميته "أهم اكتشاف أثري في القرن الحالي" حتى الآن، بعد العثور على نفق طوله 1463 مترا وارتفاعه 1.82 سنتيمتر، قد يؤدي وجوده أسفل مدينة قديمة في الإسكندرية، إلى مقبرة مفقودة منذ 2000 عام، تضم رفات المنتحرين الشهيرين كليوباترا وعشيقها Marcus Antonius الأب منها لثلاثة أبناء.

النفق الذي اكتشفته بعثة مصرية-دومينيكية، يوناني-روماني الطراز، شبيه بنفق Eupalinos المعتبر في جزيرة Samos اليونانية "معجزة هندسية'' وفقا لما ورد عن الاكتشاف بمجلة National Geographic المعرفية الأميركية، وتم العثور عليه محفورا في الصخور أسفل بقايا مدينة بناها "بطليموس الثاني فيلادلفوس" بين 280 و270 قبل الميلاد، وهي المعروفة للمؤرخين باسم Taposiris Magna الواقعة آثارها في الساحل الشمالي المصري، حيث كانت في الماضي مركزا ثقافيا ودينيا كبيرا بعد أن قام الإسكندر الأكبر في 332 ق.م بغزو مصر، تلاه بناء الإسكندرية.

 

وتعتقد عالمة الآثار الدومينيكية Kathleen Martinez بوجود فرصة نسبتها 1% للعثور على ضريح كليوباترا ومارك أنتوني هناك، اعتقادا منها أن كليوباترا خططت بعد انتحار مارك أنتوني، لدفن جثمانها بجواره في النفق "بعد أن فاوضت أوكتافيان للسماح لها بدفن زوجها في مصر"، مضيفة أنها أرادت إعادة تمثيل أسطورة إيزيس وأوزوريس، لأن المعنى الحقيقي لعبادة أوزوريس في طقوس مصر القديمة هو أنها تمنح الخلود "لذلك فبعد وفاتهما ستسمح الآلهة لها بالعيش مع أنتوني في شكل آخر من أشكال الوجود، بحيث يكون لديهما حياة أبدية معًا" وفق تعبيرها.

"قبر أوزوريس العظيم"

وأكدت مارتينيس اكتشاف جزء من النفق تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، كما كشفت الحفريات عن عدد من الجرار والأواني الخزفية، جنبا إلى جنب مع كتلة مستطيلة من الحجر الجيري مخبأة تحت الطين والرواسب الرملية، إضافة إلى اكتشاف عدد من المومياوات المسلطة الضوء على عملية التحنيط خلال الفترتين اليونانية والرومانية.

ولدى عالمة الآثار، الناشطة مع جامعة "سان دومينغو" بجمهورية الدومنيكان الواقعة في بحر الكاريبي، بحسب ما قرأت عنها "العربية.نت" في خبر المجلة الأميركية، كما بغيرها من وسائل إعلام بريطانية نقلت الخبر عنها، اقتناعا لأكثر من عقد من الزمن بأن كليوباترا وعشيقها أنتوني دفنا داخل المعبد الذي يعني اسمه "قبر أوزوريس العظيم" ومن المؤكد أن النفق يمكن أن يكون الطريق إلى المدفن المزدوج.

 

كليوباترا كما مثلوا شخصيتها في الأفلام

وكانت كليوباترا، حكمت بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، من 51 قبل الميلاد إلى حين وفاتها في 30 قبله. أما مارك أنطوني فمات بين ذراعيها بعد أن طعن نفسه طعناً قاتلاً، لاعتقاده أن كليوباترا قتلت نفسها. مع ذلك، انتحرت هي بعد فترة وجيزة من وفاته، لا بلدغة أفعى سامة، بحسب ما تردد روايات شعبية رفضها مؤرخون وأكاديميون، مالوا إلى أنها صنعت نوعا من الكوكتيل السام تجرعته في 12 أغسطس 30 قبل الميلاد، أي بعد 11 يوما من انتحار عشيقها وزوجها مارك أنطوني.

في الإسكندرية، عاصمة البطالمة في مصر قبل 20 قرنا، ولدت عام 69 قبل الميلاد من سماها والدها بطليموس الثاني عشر Cleopatra Thea Philopator ومعناه "مجد والدها" بيونانية ذلك الزمن، والشهيرة تاريخيا باسم "كليوباترا" التي توفيت بعمر 39 عاما، وتركت على الأرض شهرتها كواحدة من أقوى ملكات الأزمنة القديمة، إضافة إلى ذكرين و3 إناث من الأشقاء. كما تركت 4 أبناء صغارا، فما الذي حل بأطفالها بعد انتحارها؟

قلة تعرف أن كليوياترا، التي انتشرت في اليومين الماضيين أخبار عن احتمال العثور على قبرها قرب الإسكندرية، بحيث يمكن التعرف إلى حمضها النووي، كانت زوجة بدءا من 50 ق.م لأخيها بطليموس الثالث عشر، الراحل غريقا بنهر النيل بعد 4 أعوام.

ومن بعده تزوجت أخاها الثاني، بطليموس الرابع عشر، المولود عام 59 قبل الميلاد، إلا أن الزواج الذي كان شائعا بين الأخوة، فقط لأسباب سياسية ذلك الوقت، انتهى بوفاته مسموما بعمر 15 تقريبا، أي بعد 3 سنوات من تنصيبه ملكا، مع أخته وزوجته كليوباترا كحاكم فعلي وإداري للبلاد.

ولم تنجب إلا من عشيرها وعشيقها

ولم تنجب كليوباترا إلا ابنا واحدا من عشيرها فيما بعد، يوليوس قيصر، القتيل في 15 مارس 44 ق.م اغتيالا، إضافة إلى 3 أبناء من عشيقها Marcus Antonius المنتحر في الإسكندرية قبل 11 يوما من موتها فيها يوم 12 أغسطس عام 30 قبل الميلاد، لهزيمته في معركة "اكتيوم" البحرية باليونان، وفقا للوارد بسيرته. أما الفيديو المعروض أدناه، فمجتزأ من فيلم أنتجته هوليوود في 1963 بعنوان كليوباترا، وهو عن وصولها المهيب إلى روما، وبرفقتها ابنها الوحيد من قيصر الذي نراه جالسا بانتظارها، وإلى جانبه جنراله المخلص ماركوس أنطونيوس.

 

ابن كليوباترا من يوليوس قيصر، وهو أشهر أبنائها الأربعة، ولد في الإسكندرية باسم بطليموس الخامس عشر في أواخر 47 ق.م، لكنه اشتهر باسم Caesarion أو "القيصر الصغير" باللاتينية، على حد ما ألمت به "العربية.نت" من سيرته القصيرة، وفيها أنه برغم اعتقاد كثيرين من أنها كانت تكذب بشأن أبوّته، إلا أن يوليوس قيصر نفسه وثق بكلامها واعتمد "قيصريون" ابنا رسميا له.

وكان قيصر الذي بدأ في أواخر 48 ق. م علاقته الغرامية بها، عاد بعد عام من ولادة ابنه، ثم وصلت هي مع الابن "وصولا فضائحيا" إلى روما، لأنها وقيصر كانا بلا زواج، لذلك ابتعدت عن القيل والقال وأقامت وابنها بضواحي المدينة، وبعدها بعامين قضى قيصر اغتيالا من دون أن يذكر "قيصرون" بوصيته، فاعتمدوا ابن أخيه "أوكتافيان" وريثه، لذلك عادت كليوباترا إلى مصر وجعلت ابنها "القيصر الصغير" شريكها معها في الحكم.

وبمقتله انتهت مملكة مصر

بعدها، أي في أواخر 41 ق.م، هام بها ماركوس أنطونيوس الذي أعلن أن "قيصريون" ابن حقيقي ووريث وحيد ليوليوس قيصر، لذلك كان يهاجم أوكتافيان باستمرار، حتى توترت الحال واندلعت حرب بين الاثنين، وفيها يوم 23 أغسطس عام 30 قبل الميلاد، أي بعد 11 يوما من موت والدته، و22 من موت ماركوس أنطونيوس، قضى قيصريون قتيلا بعمر 17 سنة على يد الجنود الرومان، بأمر أوكتافيان، وبموت الثلاثة انتهت مملكة البطالمة في مصر وتحولت إلى مقاطعة للإمبراطورية الرومانية.

 

من تمثال لكليوباترا تعرفوا إلى ملامحها، ومن آخر لعشيقها ماركوس أنطونيوس تمكنوا من تخيّل وجهه

 

من تمثال لكليوباترا تعرفوا إلى ملامحها، ومن آخر لعشيقها ماركوس أنطونيوس تمكنوا من تخيّل وجهه

 

أما علاقتها الغرامية بماركوس أنطونيوس، فأثمرت في 40 ق.م عن ولادة توأمين تيتما بعمر 10 أعوام: ذكر اسمه Alexander Helios وأنثى اسمها الأول كاسم والدتها، وهي Cleopatra Selene الأكثر شهرة من أخيها ونجاحا، فقد شاركت زوجها الملك الأمازيغي "يوبا الثاني" بحكم ممالك إفريقيا الجديدة طوال عقدين، برغم أنها توفيت وبالكاد عمرها 35 تقريبا، لزواجها بعمر 15 عاما فقط.

شقيقها التوأم، ألكسندر هيليوس، عاش في مصر حتى بلغ 10 سنوات. ثم تم نقله بعد موت أبويه إلى روما مع أخته قبل زواجها، وهنا تنقطع المعلومات عنه وتتضارب، ومعظمها غامض عما حدث له، فيما الأكثر قبولا للمؤرخين هو أنه رافق أخته حين تزوجت، ومن المحتمل أنه مات شابا بروما أو موريتانيا، أو مفقودا بإحدى جزر البحر الأبيض المتوسط.

البحث عن متحدر من كليوباترا

كذلك المعلومات عن ابن كليوباترا الثالث Ptolemy II Philadelphus من ماركوس أنطونيوس، فهي قليلة جدا، منها أنه ولد قبل 4 أعوام من موت والديه، بحسب ما يذكر مؤرخون يعتقدون أنه أقام بعد موتهما مع أرملة أبيه، أوكتافيا، وأنه كان قصير العمر، مات طفلا، أو عاش في موريتانيا حين بلغ 11 سنة، وبعدها لا شيء عنه على الإطلاق، لا في موريتانيا ولا بغيرها.

 

أما من يرغب بالعثور على أحدهم في العالم متحدر من كليوباترا التي يذكر مؤرخون أن جمالها ربما كان عاديا، لكنها كانت من نوع آسر للقلوب، فقد يجد حمضه النووي بسوريا إذا حالفه الحظ، طبقا لما استنتجت "العربية.نت" من قليل وارد عن الموضوع في مواقع بالإنترنت، كما من نهاية الفيديو المعروض أعلاه، ففي منطقة "تل أبو صابون" قرب مدينة حمص بالغرب السوري، ولد عام 78 بعد الميلاد وعاش آخر متحدر معروف منها.

 

كان روماني الجنسية، اسمه Gaius Julius Sampsiceramus الواردة عنه معلومات قليلة توصل إليها مؤرخون، منها أنه كان حفيد الملك السوري Gaius Julius Sohaemus المعروف عربيا باسم "سهيموس الايمساني" (أي الحمصي) زوج الأميرة "دروسيلا" المعروفة بلقب "الموريطنية الصغرى" وابنة بطليموس الموريتاني، حفيد كليوباترا من ابنتها كليوباترا سيليني وزوجها الملك الأمازيغي يوبا الثاني، لذلك فآخر غصن نما بشجرة كليوباترا العائلية، هو "غايوس" الذي لا بد أنه أورق وأثمر حمضا نوويا انتشر في آلاف غيره بسوريا على مدار 2000 عام، ولكن أين حمض جدته النووي لاستخدامه كمقارنة؟