إعلانات

كيف تُخطط “جوجل” للقضاء على البعوض حول العالم؟

أحد, 06/01/2019 - 05:25

وكالات

يعمل باحثون في “وادي السيليكون” على ابتكار تقنيات يمكن بواسطتها القضاء على الحشرات الضارة في مقاطعة “فريسنو” بولاية كاليفورنيا حيث يشن مهندسو “جوجل” – المملوكة لـ”ألفابت” – حرباً للقضاء على الأمراض المنقولة عبر الحشرات حول العالم، بناءً على تقرير نشرته “بلومبرج”. يأتي ذلك بعد إطلاق “ألفابت” (GOOGL.O) وحدة تقنية تحت اسم “Verily Life Sciences” بهدف التركيز على تقنيات تستهدف القضاء على البعوض.

حرب بيولوجية
– من شاحنة “مرسيدس” بيضاء اللون تتحرك وسط إحدى ضواحي “فريسنو” وتدور حول المراكز التجارية تحمل على متنها عدداً كبيراً من ذكور البعوض في أنبوب بلاستيكي أسود، وتتميز هذه الحشرات بحجمها الصغير للغاية.
– تقول المتحدثة الرسمية باسم “فيريلي لايف ساينسز” “كاتيلين باركس” إن هذه الحشرات تصدر طنيناً صغيراً، وعند تنزيل زجاج الشاحنة، تخرج بما يشبه الهجوم الفضائي على كوكب الأرض.

– علق أحد باحثي “فيريلي” “جاكوب كروفورد” على هذه الشاحنة التي يتواجد بها بجانب “باركس” قائلاً إن فكرة “جوجل” للقضاء على البعوض تكمن في حرب بيولوجية تعتمد على تقنية السيطرة على الحشرات.

– أوضح “كروفورد” أن ذكور البعوض الموضوعة في الأنبوب البلاستيكي الأسود تم تنشئتها بتقنيات فائقة التكنولوجيا ضمن منظومة البعوض المؤتمتة التابعة لـ”فيريلي” – والتي تقع على بعد 320 كيلومترا جنوب “سان فرانسيسكو”.

– يتم نشر عدوى في البعوض ببكتيريا شائعة تسمى “وولباتشيا”، وعند اختلاط هذه الهوام بنظيراتها في المناطق الحضرية أو البرية تكون النتيجة العقم والفناء.

– تشكل تقنيات القضاء على البعوض الناقل للأمراض أهمية كبيرة لـ”ألفابت” رغم أن وحدتها “فيريلي” ليست بنفس شهرة وأهمية شركات أخرى في مجال التكنولوجيا والعلوم الحيوية والرعاية الصحية.

– رغم أن “فيريلي” ووحدات أخرى في “ألفابت” تبحث تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية والعدسات اللاصقة الذكية والآلية الجزيئية لأعمار البشر، إلا أن فكرة القضاء على البعوض تمثل معتركاً جديداً للشركة التكنولوجية، وربما يكون ذلك ما جعلها توظف مديراً تنفيذياً للإشراف على مبادراتها للرعاية الصحية “ديفيد فينبيرج”.

استثمار واعد
– تراقب “فيريلي” هذه التكنولوجيا الجديدة عن كثب لأنه حال نجاح السيطرة على البعوض بطريقة سهلة ورخيصة التكلفة، فسوف يمثل ذلك انتصاراً تكنولوجياً كبيراً وسوف تتعاون مع الحكومات حول العالم في استثمارات واعدة لعلاج مشكلات الحشرات.

– تعمل “فيريلي” عن كثب داخل معاملها التقنية لاختبار لدغات ذكور البعوض – غير الناقلة للأمراض مقارنةً بالإناث – من أجل الاستفادة من المتاح في القضاء على هذه الحشرات التي تعد من بين الأكثر فتكاً في العالم لدورها في تفشي أمراض قاتلة لاسيما في المناطق الاستوائية، مما يتسبب في وفاة آلاف البشر وتفشي العدوى في الملايين سنويا.

– تُجري “فيريلي” اختبارات يومية بشاحناتها المذكورة في كاليفورنيا خلال موسم انتشار البعوض من أبريل/نيسان حتى نوفمبر/تشرين الثاني، ويتم الاستعانة بالتكنولوجيا لإحصاء البعوض ومراقبة تحركاته وكيفية استهدافه.

– ليست “فيريلي” الشركة الوحيدة التي تطور تقنيات للقضاء على البعوض، بل إن هناك مشاهير أبرزهم الملياردير الأمريكي “بيل جيتس” الذي رصد أكثر من مليار دولار لتكنولوجيا تستهدف القضاء على الملاريا من بينها التعديل الوراثي للحشرات الناقلة.

– كان مختبر “Dobson” هو من اكتشف إمكانات نقل عدوى بكتيريا “وولباتشيا” للبعوض للتسبب في انعدام خصوبتها ولكي تكون مختلفة عن البكتيريا التي تحملها الحشرات بالفعل ونقل أمراض للبشر.

نجاح على ما يبدو
– استهدفت التجارب الأولية التي أجرتها “فيريلي” ذكور البعوض بكثافة وحقنتها بالعدوى، ولاحقاً، طورت الشركة تقنيات أكثر تقدماً لتربية وإطلاق هذه الحشرات بطرق تحقق المراد.

– على ما يبدو أن هذه الطريقة تؤتي ثمارها، فقد واصلت “فيريلي” تجاربها هذا العام للموسم الثاني على التوالي، ولكن هذه المرة بشاحنتين في أربعة مناطق مختلفة، وعلى مدار ستة أشهر، تم إطلاق 15 مليون حشرة.

– أظهرت النتائج التي تم الحصول عليها من تجربة عام 2017 أن لدغات إناث البعوض للبشر القاطنين في المناطق قيد التجربة قد تراجعت إلى الثلث، ويأمل الباحثون في بلوغ نسبة 95% هذا العام.

– تخوض “فيريلي” تجربة أخرى في أستراليا هذا العام وتمكنت من تقليل أعداد البعوض في إحدى المناطق بنسبة 80%، وهو ما يمثل نجاحاً كبيراً رغم المخاوف في البداية من السلطات والمواطنين من إطلاق المزيد من البعوض نحوهم والتسبب في تفاقم المشكلة حال فشل التجربة.

– تطور “فيريلي” تقنياتها باستمرار وتزود الأنبوب البلاستيكي ببرمجيات للحصول على كم هائل من البيانات يفيد في تعزيز نجاح التجربة، وداخل معاملها، يتم حقن كل حشرة بالبكتيريا كما يتم استهداف بيض الحشرات بالبكتيريا أيضا عن طريق روبوتات دقيقة فضلاً عن تزويدها بأجهزة تتبع لتعقب تحركاتها وسهولة العثور عليها.

– لم تقرر “فيريلي” بعد ما إذا كانت ستواصل التجربة للعام المقبل من عدمه، ولكنَّ باحثين يرونها خطوة حيوية في مكافحة الأمراض وتعزيز دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية فضلاً عن تحقيق مكاسب من استثمارات غير معروفة لدى الكثيرين من الناحية الاقتصادية.